أكدت وكالاتا فيتش للتصنيفات الائتمانية و«موديز» أمس (الإثنين)، أن أرامكو السعودية هي أكبر منتج للنفط في العالم وبفارق كبير، متفوقة على نظراء إقليميين مثل شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» وشركات نفط عملاقة مدرجة مثل رويال داتش شل، وتوتال وبي.بي. وأشارتا إلى أن أرامكو حققت أرباحا بقيمة 224 مليار دولار العام الماضي قبل اقتطاع الضرائب، بعد أن فتحت حساباتها لأول مرة في التاريخ. ومنحت الوكالتان العالميتان عملاق النفط السعودي أول تصنيف وهو «أيه + بنظرة مستقرة»، بينما تتحضر الشركة السعودية لإصدار سندات بقيمة مليارات الدولارات لتمويل شراء 70% من أسهم شركة البتروكيماويات السعودية الضخمة «سابك». واستنادا إلى مواردها المالية ومخزونها الضخم من المواد الهيدروكربونية وتكلفة الإنتاج المنخفضة، فإن تصنيف الشركة لوحدها كان سيكون «أيه أيه +»، وهو أعلى تصنيف، على نفس درجة شركات النفط العالمية. وقالت فيتش: «أرامكو السعودية هي أكبر منتج للنفط عالميا من حيث الحجم، ففي 2018 بلغ متوسط إنتاجها من السوائل ومن الهيدروكربون إجمالا 11.6 مليون و13.6 مليون برميل من المكافئ النفطي يوميا، على الترتيب، وهو ما يفوق بكثير إنتاج المنبع للمنتجين العالميين والإقليميين المتكاملين مثل أدنوك وشل وتوتال وبي.بي». وفتحت أرامكو دفاتر حساباتها للمرة الأولى قبل 40 عاما، لوكالتي «فيتش» و«موديز» الدوليتين للتصنيف الائتماني. وتوقعت وكالة «فيتش» في تقريرها الصادر أمس (الإثنين)، أن تقوم أرامكو التي تملك تدفقات مالية كبيرة ومستويات منخفضة من الديون بتمويل الجزء الأكبر من قيمة الاستحواذ على سابك نقدا. وستقدم «فيتش» تصنيفا نهائيا على السندات المتوقع إصدارها من أرامكو فقط بعد حصولها على الوثائق النهائية التي تحتوي على قيمة الإصدار. ورأت الوكالة أن الاستحواذ على سابك -رابع أكبر منتج للكيماويات في العالم- «يتماشى مع إستراتيجية التكامل» التابعة للشركة ويساعد في تنويع الأرباح مع تأثير محدود على قدرات أرامكو. وذكرت «فيتش» أنه استنادا إلى معلومات قدمتها أرامكو، فإن طرح 5% من أسهمها للاكتتاب العام الأولي ما زال قائما ومن المرجح أن يتم عام 2021. وتقدر أرامكو احتياطات النفط المثبتة ب227 مليار برميل واحتياطاتها من الهيدروكربون ب257 مليار برميل من المكافئ النفطي، ما يكفي لأكثر من نصف قرن وهو مستوى عال ومريح بحسب «فيتش». 46.8 مليار دولار تسهيلات مصرفية أكدت وكالة «موديز» أن «أرامكو السعودية لديها وضع سيولة قوي للغاية». ولفتت إلى أنه حتى نهاية 2018، كان لدى الشركة 48.8 مليار دولار سيولة مقابل 27 مليار دولار ديونا مسجلة. ووفقا لموديز، فإن لدى أرامكو تسهيلات مصرفية حجمها 46.8 مليار دولار، منها 25.5 مليار دولار ما زالت متاحة. وستبدأ أرامكو عقد اجتماعات مع مستثمري السندات الدوليين هذا الأسبوع بشأن أول ظهور لها في أسواق المال الدولية، إذ تفتح دفاترها للمرة الأولى لفحصها من قبل المستثمرين. وستعقد الشركة اجتماعات مع المستثمرين في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة حتى (الجمعة) القادمة، قبل إصدار سندات دولارية متعددة الشرائح، حسبما أفادته وثيقة اطلعت عليها «رويترز» صادرة عن أحد البنوك التي تقود العملية. تعيين «مورجان» و«ستانلي» منسقين عالميين عينت أرامكو السعودية، بنوكا قبيل إصدار أول مزمع لسندات دولارية متعددة الشرائح، حسبما أفادته وثيقة اطلعت عليها «رويترز» صادرة عن أحد البنوك التي تقود العملية. وعينت أرامكو كلا من جيه.بي مورجان، ومورجان ستانلي منسقين عالميين مشتركين، وكمديري دفاتر إلى جانب سيتي جروب وجولدمان ساكس واتش.اس.بي.سي والأهلي كابيتال. ومن المتوقع أن يستخدم عملاق النفط السندات للمساعدة في تمويل استحواذه على حصة في سابك، في صفقة أُعلنت الأسبوع الماضي تبلغ قيمتها 69.1 مليار دولار. وتدور آجال السندات بين 3 سنوات و30 عاما. ويبدأ عقد اجتماعات مع مستثمري السندات هذا الأسبوع في «جولة ترويجية» تشمل (سنغافورة، ولندن، وهونج كونج، وطوكيو، ونيويورك، ولوس أنجليس، وبوسطن، وشيكاجو). شرائح لدفع قيمة الاستحواذ على «سابك» أفاد عرض توضيحي قدمته أرامكو السعودية لمستثمري سندات واطلعت عليه «رويترز» أن الشركة تعتزم دفع قيمة استحواذها على حصة أغلبية في الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك»، البالغة 69.1 مليار دولار على شرائح منفصلة. وبحسب الوثيقة، فإن أكبر منتج للنفط في العالم يعتزم دفع 50% من قيمة الاستحواذ عند إغلاق صفقة سابك، بينما سيجري دفع الباقي على مدى عامين من السيولة الداخلية ومصادر أخرى محتملة.