رغم الحراك التطوعي الذي تعيشه قرية المفتاحة، التي تعد أهم معلم ثقافي بمنطقة عسير، إلا أنها مازالت تعاني من الإهمال، الذي لم يحد من نشاط الجنسين في خلق حراك فني وأدبي وثقافي، لايزال بعيدا عن دعم الجهات الرسمية والقطاع الخاص، ولعل أهم ما يلفت الانتباه هو أن المياه مازالت مقطوعة عن القرية بسبب عدم تسديد الفواتير، إضافة إلى أن نادي عسير للسينما الذي يشرف عليه الفنان فيصل شعيب يقام بمجهودات شخصية ويلقى تمويلاً عن طريق «القَطَّة»، حسب قدرات كل فنان في فريق العمل. «عكاظ» جالت في قرية المفتاحة، وزارت القاعة المخصصة لنادي عسير للسينما، التي تشهد عملاً متواصلاً استعداداً لتدشينها بعد شهر تقريباً، ولاستضافة المؤتمر الصحفي بعد أسبوعين، الذي تعلن من خلاله البرامج المستقبلية للنادي. وقال رئيس نادي عسير للسينما الفنان الممثل فيصل شعيب ل«عكاظ»، حاولنا تجهيز النادي بمجهودات فردية ومبادرات من الشباب والفتيات، مبيناً أنه سيتم تركيب الشاشات قريباً. وقال إن القاعة ستكون عبارة عن منطقة عروض للأفلام، والمهتمين بالإخراج والتصوير والمكياج وكل ما يختص بالعمل السينمائي. وأوضح أن المقر سيدشن خلال شهر تقريباً. وقال إنه سيتم الإعلان عن برامج النادي من خلال مؤتمر صحفي سيعقد بعد أسبوعين تقريباً. وأكد أن النادي بإذن الله قادر بحلول 2020 على صناعة الأفلام، والمشاركة في المسابقات الدولية، ودور العرض الرئيسية. وأوضح شعيب أن النادي سينتج أفلاماً وطنية قصيرة من بينها أفلام وثائقية عن تاريخ وتراث وسياحة منطقة عسير، إضافة إلى إبراز قضية التلاحم الوطني من خلال الأفلام القصيرة. من جانبه، قال الفنان والممثل والمخرج السينمائي خالد حنيف إنهم في نادي أبها للسينما اقتربوا من الانطلاقة الحقيقية، من خلال تجميع أعضاء النادي وإقامة الملتقيات، موضحاً أن ديكورات مقر النادي شارفت على الانتهاء، وبين أنهم حققوا الصورة المرسومة خطوة بخطوة وبالإتقان المأمول. وأوضح أن أهم العقبات تتمثل في الوضع المادي والإداري، مشيراً إلى أن تسيير أعمال إنشاء نادي عسير للسينما تطوعية بالجهد والمال من خلال فريق العمل، بالاعتماد على «القطة» في متطلبات قاعة النادي، إضافة إلى إنجاز بعض الأعمال مثل الحدادة والنجارة بتسخير قدرات بعض أعضاء الفريق، وفزعة العمالة. وكشف أن المياه مقطوعة عن دورات المياه التابعة للمسجد الذي يقع داخل قرية المفتاحة، منذ أشهر عدة، إضافة إلى دورات مياه أخرى، الأمر الذي طرح تساؤلات من قبل قاصدي قرية المفتاحة. وأوضح أن عدداً من الفنانين التشكيليين ومرتادي قرية المفتاحة لجأوا للوضوء في دورات المياه التي تقع بجوار سوق الثلاثاء الشعبي. وكشفت جولة «عكاظ» أن كامل العمل داخل قرية المفتاحة يعتمد على العمل التطوعي، وسط حماس كبير من الجنسين في تحقيق الكثير من الأعمال التي تتناسب مع التوجهات الحديثة من حيث الاهتمام بالفن، وإنشاء دور السينما، إلا أن مخاوف من تعثر هذه المشاريع، وقتل الحماس في نفوس المتطوعين، جراء تجاهل الجهات الرسمية لمثل هذه الفعاليات، التي تحظى بدعم كبير في بعض المناطق من قبل القطاعين الحكومي والأهلي.