تعد «المحاكاة السريرية» من من أهم الأمور التي تساعد على تفادي الاخطاء الطبية المحتملة، وامكانية حصول رعاية صحية منخفضة أو ضعيفة، من خلال تعزيز وتفعيل نظم ومعدات خاصة بها. ويوضح الاستاذ الدكتور عبد العزيز بوكر، مركز المهارات والمحاكاة السريرية التابع لجامعة الملك عبد العزيز، والتي التقته عكاظ مؤخراً على هامش القمة الوزارية الرابعة لسلامة المرضى، والتي انعقدت في جدة، إن هذه التقنيات معروفة لدى الدول المتقدمة والغربية منذ أكثر من عشرين سنة، وتطبق في جامعاتها ومراكز التدريب الطبي لديها، ولكنها في العالم العربي تعتبر حديثة نسبيا، في حين ادخلها مركز المهارات والمحاكاة السريرية التابع لجامعة الملك عبد العزيز بجدة منذ قرابة 10 سنوات. ويضيف بوكر: نعمل بنظام المحاكاة السريرية من خلال 400 نظام تدريبي يشمل مهارات ودمى طبية تحاكي الواقع، بواقع 500 جلسة تدريبية سنويا تطبق على أكثر من 350 متدرب وهي تختلف عن التدريب النمطي – الذي يكون العنصر البشري فيه وجسد المريض هو المرتكز- بأنه يوفر بيئة تدريبية ممتازة ودقيقة وتحاكي الواقع بواقع كبير مما يتيح للمتدرب والطبيب المتخرج امكانية معالجة حالات حقيقية والتدرب عليها دونما الحاجة للتدرب على حالة مرضية حقيقية ربما تؤدي في نهامية المطاف الى اخطاء طبية يكون ضحيتها المريض كما كان يحدث في السابق. وفي جولة عكاظ على جناح المركز ضمن المعرض المصاحب للقمة، عرضت هناك اخر التقنيات والاجهزة التي يستخدمها المركز في التدريب المعمتد على المحاكاة السريرية، كدمية لطفل في السادسة مجهز بمجسات استقبال، ومبرمج على التفاعل مع المعالج السريري والمتدرب، كما يصدر بالضبط من الطفل المريض البشري في نفس العمر، فهي دمية تصدر صوتا حين تتم المعالجة إذا كانت في محل الألم، بحيث تكون المحاكاة تماما كما لو أن الطبيب المتدرب يقوم بمعالجة طفل حقيقي.ومن ضمن الاجهزة الحديثة ايضا جهاز تركيب أنبوبة القصبة الهوائية، أو ما يعرف بالتنفس الاصطناعي ففضلا عن تجربته على مريض سريري يقوم المتدرب سواء الطبيب اوالممرض بالمحاكاة السريرية، وكأنه في حالة تشابه الواقع بنسبة 99%، كما كان من ضمن الاجهزة تطبيق رقمي مثبت على شاشة كبيرة يمكن المتدرب من معالجة الاشارات الطبية الحيوية من ضغط وحرارة والتخطيط الكهربائي للقلب والدماغ والعضلات وغيرها.ويضيف بوكر بأنه كما تتم عمليات تدريب الطيران والطيارين على اجهزة المحاكاةsimulators فليس من المنطق حينها ان يدرب الطيار، أو طاقم الطائرة على حادثة احتراق محرك طائرة، بأن تكون هنام بالفعل طائرة يحترق محركها وركاب مسافرون، بل تقوم أجهزة محاكاة الطيران بالعملية نفسها، كما أنها على الواقع فكذلك المركز يقدم جلسات تدريبية تؤهل هؤلاء المتدربين سواء الاطباء أو الممرضين على الحالات المرضية المتنوعة، وليس فقط لطلاب جامعة المؤسس بل أيضا لطلاب وطالبات الكليات الاهلية الطبية وكليات التمريض.