الرياضة بمفهومها الشامل رسالة تأخذ في أبعادها محاور إنسانية واجتماعية دائما ما تفرز مواقف نبيلة تبقى خالدة في صفحات التاريخ. من هذا المنطلق لم يتوان مدرب فريق شباب جبة في منطقة حائل فهد الغربي عن التبرع بكليته لأحد لاعبي فريقه، الذي كان بحاجة ماسة لمعاناته مع المرض فترة طويلة، ولم يعرف اللاعب يوسف الأسلمي هوية المتبرع إلا يوم موعد العملية الجراحية التي أجريت وتكللت بالنجاح. وتعود قصة اللاعب حينما انقطع عن تدريبات الفريق، وبعد علم الغربي من زملاء اللاعب أنه مريض ولا يستطيع الحضور للتدريبات بسبب إصابته بالفشل الكلوي، قرر التبرع له بإحدى كليتيه. الغربي في لقاء مع «عكاظ» أكد أن ما قام به واجب إنساني، خصوصا أن اللاعب كان يعاني من المرض وهناك فرصة لإنهاء معضلته. وقال: «اللاعب موهبة، وحين إشرافي على تدريب فئة الشباب بنادي الطائي حرصت على تسجيله بالنادي وعملت توصية له، ولكن الظروف لم تسمح لي بالاستمرار في نادي الطائي، بعد ذلك انتقلت لنادي جبة وحين متابعتي للوسط الرياضي لم ألاحظ وجوده في الملاعب، كما أن نادي الطائي لم يوقع معه، وحاولت الاستفادة منه في نادي جبة ولم أستطع الوصول إليه، وبعد جهد استدللت على منزل اللاعب، وكانت المفاجأة أنه يرقد بالعناية المركزة وعائلته حاولت التبرع له ليتبين بعد الفحوصات عدم التطابق حينها، فما كان مني سوى أن قمت بعمل اللازم من فحوصات طبية وتم تطابق العينات وتوكلت على الله، الذي أكرمني بهذا العمل، وأسأل الله أن يكون متقبلا خالصا ابتغاء مرضاته». وزاد: «حرص رئيس هيئة الرياضة ومتابعته لي وتسهيل جميع الأمور دليل حرص القيادة ودعمها الكامل لغرس القيم الاجتماعية والإنسانية بين شباب هذا الوطن».