وسط انقسام حول جدوى تقديم مرشحين للانتخابات الأوروبية، تظاهر محتجو «السترات الصفر» أمس، للسبت الحادي عشر على التوالي في مواجهة سلطة تستعيد بعضا من شعبيتها بعد عشرة أيام على بدء نقاش وطني واسع بهدف تسوية الأزمة الاجتماعية غير المسبوقة. وفي حين أشارت استطلاعات حديثة إلى تحسن شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فإن صفوف «السترات الصفراء» شهدت خلافات داخلية جديدة بعد القطيعة بين زعيميهم التاريخيين اريك درويه، وبريسيليا لودوسكي. وفجر إعلان انغريد لافافاسير وهايك شاهينيان وهما من «السترات الصفر» عن لائحة «تجمع المبادرة المواطنية» للانتخابات الأوروبية في مايو القادم، الانقسامات. ومع 84 ألف متظاهر بحسب إحصاءات السلطات، شاركوا في مظاهرات السبتين الماضيين، بدا وكأن حركة الاحتجاج استعادت وهجها بعد أعياد آخر السنة. فهل ستكون للانقسامات انعكاسات على التعبئة؟ لتجنب ذلك، ربما يراهن ناشطو «السترات الصفراء» على خطط جديدة للحفاظ على توجه الاحتجاجات. في المقابل، وغداة السبت الحادي عشر، سيتظاهر ناشطو «الأوشحة الحمراء» الأحد في إطار «مسيرة جمهورية دفاعا عن الحريات» من أجل إسماع صوت «الأغلبية الصامتة» والدفاع عن «الديموقراطية والمؤسسات». وفي اليسار المتطرف أطلقت دعوة إلى مسيرة للناشطين المناهضين للرأسمالية وللفاشية في إطار تجمعات ضد قانون العمل. وتخشى السلطات حدوث فلتان في مدينتي بوردو وتولوز اللتين شهدتا أعمال عنف واسعة في الأسابيع الأخيرة. وقال وزير الدولة للداخلية لوران نونيز «نتوقع أن نرى من جديد عنفا من مخربين سيتسللون ككل مرة في معظم المسيرات مع مستوى عنف مماثل» لما سبق.