تنخر الفضائح مشروع منشقي لندن محمد المسعري وسعد الفقيه الهش والمفخخ بالتطرف منذ يومه الأول، إذ لم تقف خلافات من يسميهما السعوديون ب«سفيهي لندن» عند بدايات مشروعهما الخارجي، بل استمرت إلى اليوم في مشهد يؤكد تداعي المشروع «الصحوي» في لندن الذي كان أكثر وضوحاً من رموزه المتوارين في الداخل السعودي. وفضح محمد المسعري شريكه السابق في المشروع الصحوي المتطرف الذي انبثق عن ضجيج الصحويين والحركيين إبان تحرير الكويت، سعد الفقيه، مؤكداً أن الأخير «كان يفضل العمل في الظل» مستشهداً بأنه حتى هذه اللحظة يحب العمل في الظل «حتى تغريداته تأتي بأسماء أخرى كحساب مجتهد، وذلك الحساب للفقيه قطعاً ولا جدال في ذلك، لدينا أدلة من مكتبه». وحاول المسعري أن يميط اللثام عن مصدر تغذية حساب «مجتهد/ الفقيه» في مقابلة مع قناة تلفزيونية تدور حولها شبهات تمويلها من جهات خارجية، إلا أن المقدم عباس بوصفوان (معارض بحريني) قاطعه بطريقة لافتة ليثني على عمل الفقيه في الظل وراء حساب مجتهد. وتنبه السعوديون لحساب وهمي يدعى «مجتهد»، ونجحوا في تحديد هوية من يقف وراءه، ووصلوا في وقت مبكر إلى ما أفصح عنه المسعري أخيراً. واستخدم الفقيه، عبر حسابه الوهمي، الشائعات والأخبار الملفقة لتشويه صورة المملكة، واستغلته الدعاية المشيطنة للسعوديين، كما ظل الحساب الوهمي مصدر أخبار رئيس ل«إعلام الظل القطرية». ورغم محاولة «السروريين السعوديين»، الذين اعتادوا تصدير خطابات متناقضة ذات وجوه عدة، إنكار أي صلة للتيار ب«منشقي لندن»، إلا أن المسعري كشف تلقيه دعماً لوجستياً من عراب «السرورية» الداعية السوري المتطرف محمد سرور زين العابدين منذ وصوله إلى لندن. وكشف علاقة وثيقة تربط الفقيه بمحمد سرور قبل سفرهم إلى عاصمة الضباب. ولم يخفِ المسعري علاقة مشروعهما المتداعي بجماعة «الإخوان المسلمين» الإرهابية، إذ تلقفهما الإخونجي الفلسطيني عزام التميمي، المدعوم من الدوحة والذي موله أمير قطر السابق لافتتاح قناة تلفزيونية لمهاجمة المملكة. وأشار إلى محاولة التميمي السيطرة على مشروع «المعارضة الصحوية»، حتى أنه طلب من المسعري إصدار بيان يتبرأ من حزب التحرير. وبدت العوائق المالية بادية في مشروع «الفقيه والمسعري»، وتحفظ المسعري على الكشف عن مصادر تمويلهما منذ 1996، ما يؤكد ما ذهبت إليه تقارير استخباراتية عن تلقيهما الدعم من نظام معمر القذافي ونظام الحمدين في الدوحة. كما أن التسجيلات المدوية التي تسربت بين القذافي وحمد بن خليفة أشارت إلى تمويل الأخير ل«سفيهي لندن». وارتبط نشاط الفقيه والمسعري المتطرف بمحاولات لتنفيذ عمليات إرهابية عدة، وخصصا منصات إعلامية لدعم الجماعات المتطرفة، وضلع «سفيها لندن» في التخطيط لأعمال إجرامية مدعومة بجهات استخباراتية معادية للمملكة. وفضح التطور التقني الهائل على مواقع التواصل مدى حالة الانعزال التي يعيشها «سفيها لندن» عن المجتمع، إذ ظلا محل سخرية وتندر السعوديين.