اتهم الرئيس السوداني عمر البشير «مندسين» بقتل المتظاهرين لإثارة الفوضى في البلاد. وقال، في كلمة أثناء زيارة إلى ولاية النيل الأبيض أمس (الأحد)، إن عناصر مندسة داخل المظاهرات تقوم بقتل المتظاهرين باستخدام «أسلحة لا يملكها الجيش أو الشرطة». وأكد أن الشباب خرجوا للتعبير عن أنفسهم، لكن قوى تخريبية اندست وسطهم لنشر الفوضى. وأضاف أن قوى معادية للإسلام تتآمر على الاستقرار في السودان، محذراً الشباب من المتاجرة بهم. وشدد على أن مبادئ الحكم لم تتغير منذ توليه السلطة. ولفت البشير إلى أن الطبيب الذي قُتل في الخرطوم أخيرا سقط ضحية بعض المندسين في التظاهرات. وكشف اعتقال عناصر تابعة لحركة متمردة في دارفور، موضحاً أن تلك العناصر اعترفت خلال التحقيقات بقتل المتظاهرين. وجدد التأكيد على أن صناديق الاقتراع هي التي تقرر من يحكم، وأن انتخابات العام القادم ليست ببعيدة، وسنحترم خيار الشعب السوداني. وكان البشير اتهم أيضا مخربين من أعداء الوطن وبعض الأحزاب باستغلال المظاهرات، معبرا في الوقت ذاته عن احترامه للشباب الذين تظاهروا بحثا عن أوضاع أفضل، إلا أنه شدد على الدفاع عن السودان وحفظ أمنه واستقراره وسلامة أراضيه. وجدد البشير التأكيد على أن الوصول إلى السلطة يتم عبر صناديق الاقتراع، لافتا إلى أن الشباب هم مستقبل السودان وستحقق الدولة مطالبهم العادلة. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على متظاهرين قبيل مسيرة مرتقبة نحو مبنى البرلمان في مدينة أم درمان أمس. وتجمع متظاهرون وهم يهتفون «حرية سلام عدالة» في بعض أحياء أم درمان قبل أن تطلق شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع، في وقت دعا منظمو الاحتجاجات لمسيرات جديدة مناهضة للحكومة. وجدد اتحاد المهنيين السودانيين دعوته للمحتجين إلى مزيد من المظاهرات في أرجاء البلاد، بينها مسيرة نحو البرلمان في الخرطوم أمس لتقديم مذكرة تدعو البشير للتنحي. وأعلن الاتّحاد أنه سينظم مظاهرات ليلية في الخرطوم الثلاثاء، يتبعها الخميس تنظيم «مواكب التنحي في مدن السودان المختلفة».