لأنها ماجدة الرومي بصوتها الشجي وفنها الأنيق، ولأنها العلا بتاريخها وعراقتها وثوبها الجديد، كان وئام شتاء طنطورة وزائريه عميقاً وحميماً تمخضت عنه ليلة استثنائية وحفلة مُعبقة بالفن العذب الممتنع، استمتع بها الحضور الكبير على كافة المستويات تهادت عليه قطعٌ من الموسيقى الحالمة والأغاني الطربية المتنوعة. وبحروف ملؤها الشجن، امتزجت فيها رجفة الحنين لهذه الأرض الطيبة مع خفقات قلوب المعجبين، استوقفت الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي الفرقة الموسيقية المصاحبة لها على مسرح شتاء طنطورة، بعد وصلتها الاستهلالية «بلادي أنا»، لتحيي جمهور الحاضرين، قائلة بلهجتها اللبنانية: «قلبي يدق يدق (...)، صرت قول يا ريتني عصفور.. يا ريتني شجرة، ياريت برجع عالبيت، اعذرونا لو شوي ملبكين، هلا بيمشي الحال». وأضافت الرومي: «يسعدني ويسعد الفرقة الموسيقية اللبنانية بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي نمسي عليكم، بكل الفرح وكل الخير، شرف لنا وجودكم معنا اليوم، وشرف لنا كبير أن نغني بهذا البلد الحبيب، الذي له كل التقدير ونحترم شعبه كل هذا الاحترام. وأردفت: في قلبي حكي كتير، وما بعرف من وين بدي بلش، هالأرض يللي قبل ما بتكون بتخص قلوبنا، نحن بنحسبها من زمان، محسوبة على ضمايرنا، صار إلنا فيها بيوت وأهل، يمكن بقدر ما عدنا ببلدنا، بكل الوفا اللي بقلبي، وبكل الصدق، بتمنى تبقى ها الأرض الطيبة عاصمة للخير، بتمنى يبقى دارها دارا للعز، وسيوفها سيوف النصر، يبقى نخيلها مراوح الزمن، تبقى الأبية البهية العزيزة على قلوبنا جميعا». وأضافت «بعتذر منكم مرتبكة، هذه الحفلة بالنسبة لي أصعب حفلة لهيبتها.. وأمنيتي في هذه اللحظة أن أكون عصفوراً وأعود لبيتي». غنت ماجدة «خدني حبيبي» و«متى يأتي المساء» و«كلمات» وعدداً من أغانيها الشهيرة الأخرى، وتصدر هاشتاق #ماجدة_الرومي_في_العلا» ترند تويتر بالتزامن مع الحفل، وتواجد عدد كبير من أشهر نجوم الفن العربي في هذه الأمسية والمثقفين ورجال الفكر والإعلام.