رفضت مليشيا الحوثي أمس (السبت) الانسحاب من ميناء الحديدة بعد اجتماع مع رئيس لجنة المراقبة الأممية الجنرال باتريك كمارت، رغم التزام الشرعية وتنفيذها عملية إعادة الانتشار في الأطراف الشرقية للمدينة. وكشفت مصادر يمنية مطلعة، عن «خدعة» الحوثيين في الميناء، وقالت إن المليشيات استقدمت نحو 400 من عناصرها المسلحة وألبستهم زي خفر السواحل اليمنية، وسلمتهم ميناء الحديدة في غياب ممثلي الحكومة الشرعية. واتهم مسؤولون في الشرعية، الحوثيين بعرقلة إجراءات بناء الثقة وممارسة الكذب والخديعة. وأكدت المصادر، أن ما جرى عبارة عن عملية تسليم من الحوثيين إلى الحوثيين، مستغلين وجود فريق الأممالمتحدة الذي حضر لإخراج مساعدات إنسانية من الميناء بهدف تدشين خط مساعدجات صنعاء. وأعلن مصدر حكومي أن الشرعية لم تتلقَّ أي إخطار عن انسحاب الحوثيين من ميناء الحديدة. وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت أمس أن عناصر من المليشيا بدأت بالانسحاب من الميناء. وقال المتحدث الإعلامي لألوية العمالقة وضاح الدبيش ل«عكاظ»، في اتصال هاتفي أمس، إن اللجنة المشتركة للحوثي والشرعية بحضور رئيس لجنة المراقبة اتفقت مساء أمس الأول على إعادة الانتشار في الحديدة، وفتح الشرعية طريق خط الإمداد الذي يقع تحت سيطرتها المؤدي إلى صنعاء لتسهيل مرور المساعدات الإنسانية إلى المحافظات الأخرى، وطلب من الحوثيين إزالة الثكنات العسكرية من الكيلو 4 إلى آخر نقطة تماس مع الجيش الوطني. وأضاف أن لجنة الشرعية التزمت وبدأت التنفيذ، لكن الجرافات التي باشرت العمل أمس لإزالة المتارس تعرضت لقصف حوثي. وأفاد الدبيش بأن المليشيا رفضت إزالة وتفكيك الألغام والعبوات الناسفة من الخط العام الرابط بين صنعاء والحديدة، وكان ردها على كمارت مثيراً للسخرية قائلة: «إن الخرائط كانت عبارة عن أوراق يدوية وغير مفهومة وغير مرتبة، وغالبية الألغام زرعت عشوائياً، كما أن خبراء الألغام والعبوات الناسفة ومساعديهم قتلوا خلال المعارك، ومن ثم فإنهم لا يعرفون مواقع الألغام. بدوره، أكد وكيل محافظة الحديدة وليد القديمي ل«عكاظ» أنه فيما كان كمارت ينتظر فتح الطريق للمساعدات الإنسانية من قبل الحوثيين، استحدثت المليشيا أمس أنفاقا جديدة بالقرب من مطار الحديدة ودوار يمن موبايل ومدينة 7 يوليو.