تسعى وزارة التعليم إلى تأهيل مليوني طالب وطالبة في المدارس والجامعات عبر برنامج «ريالي» للوعي المالي حتى عام 2020، ويأتي ذلك بالشراكة مع شركة «سدكو القابضة»، ويهدف البرنامج إلى تعزيز الوعي المالي لدى المجتمع وتطوير مهاراتهم وتزويدهم بالمعرفة والأدوات التي تمكنهم من مواجهة مسؤولياتهم المالية واتخاذ قرارات مالية سليمة تمكنهم من عيش حياة كريمة. ومن منتجات البرنامج دورة ريالي للأشبال لطلاب وطالبات الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية، ودورة ريالي لطلاب المرحلة الثانوية، ويكون التدريب بها عبر موقع ريالي الإلكتروني. وينفذ البرنامج على مدار ثلاث حصص دراسية حيث يقوم سفراء البرنامج بتدريب ما لا يقل عن 200 طالب من مدارسهم خلال ثلاثة أسابيع من حصولهم على دورة تدريب السفراء، ليستكمل بعدها عدد من المهمات لتحقيق متطلبات البرنامج بعد توزيع الكتيبات والحصالات المقدمة من الشركة. ويشتمل البرنامج التدريبي على وحدتين: المحور الأول: يتضمن التخطيط، «المحور المالي والميزانية الشخصية والادخار»، والوحدة الثانية تحتوي على الاستثمار والاقتراض، حيث تشتمل المحاور على تعريف لعدد كبير من المفردات في كل وحدة كالكرامة المالية والميزانية والاستقلال المالي والأهداف الذكية والتخطيط المالي، ويتضمن الدخل الثابت والعرضي والإجمالي ومجمل النفقات، يصل الطالب بعدها إلى محاولات تصميم الهدف الذكي وتحقيق قصة نجاح وتوثيقها، من خلال الادخار. ومما يسهم به البرنامج تصحيح المفاهيم الخاطئة والتفريق بين الادخار والشح، ووضع أسس للتخطيط المالي، ما يسهم بدوره في تكوين مفاهيم الوعي المالي لدى الطلاب في سن مبكرة. ونظَّم برنامج «ريالي» للوعي المالي المقدم من مجموعة سدكو القابضة، مجموعة من النشاطات المختلفة، كجزء من تفعيل الاتفاقية موقعة مع وزارة التعليم في عام 2017 ليصل البرنامج إلى مليونَيْ مستفيد بحلول عام 2020، ونجحت المجموعة في دمج فعاليات «ريالي» مع أسبوع المال العالمي 2018 والذي يأتي هذا العام تحت شعار «أهمية المسائل المالية». وتخللت النشاطات زيارات لمدارس البنين وإلقاء محاضرات حول أهمية الادخار، وإقامة حلقات حوار تفاعلية مع طلاب صفوف الابتدائية حول إدارة المال والتوازن في الإنفاق، وإقامة مشاهد تمثيل تفاعلية من قبل الطلاب للحث على مبادئ التخطيط المالي وإعداد الميزانيات، وإقامة فعاليات في مدارس البنات لغرس ثقافة الادخار والاستثمار وحسن التعامل مع القروض المالية، فضلاً عن إقامة مسابقة إلكترونية حول منهج برنامج ريالي وتقديم نصائح يومية على مواقع التواصل الاجتماعي لتثقيف المجتمع بأهمية الوعي المالي. وقد أعدت دراسة من قبل شركة الإكسير على عدد من الطلاب في المرحلة الابتدائية أثبتت أن هناك حاجة لزيادة الوعي المالي في المملكة، في هذه المرحلة المبكرة من حياتهم، وغالبا ما يتمكن الطلاب من إنفاق المال للمرة الأولى، وفي ذات الوقت، فإنهم أيضا في سن تسمح لهم بأن يكونوا على قدر من الاستقلالية للتحكم في كيفية إنفاق ذلك المال. وأثبتت الدراسة أهمية وضع منهج دراسي يركز على الطلبة في الفترة التي يقومون فيها للمرة الأولى باتخاذ خيارات مالية، لتوفير فرصة فريدة لمنح الطلاب الأدوات اللازمة لتكوين عادات مالية جيدة في سن مبكرة. واستهدفت الدراسة إضافة إلى الطلاب، شريحة متنوعة من الجهات المعنية من أفراد المجتمع خلال فترة إعداد هذا البرنامج. وقامت بإجراء دراسة شملت دراسات أولية: مقابلة متعمقة مع أولياء الأمور، مقابلات مع مجموعات صغيرة من المدرسين، مقابلة متعمقة مع أطباء نفسيين، مقابلة متعمقة مع مرشدين تربويين، ودراسة استقصائية شارك فيها 1000 مشارك، وجاءت نتائج البحث للدراسة الأولية بين طلاب المدارس ممن هم في الصف الرابع إلى الصف السادس كما يلي: 1- يقدم الآباء المال لأطفالهم خلال أيام الدوام المدرسي، في عطلة نهاية الأسبوع، وفي الأعياد. 2- ينفق الأطفال المال غالبا في شراء الألعاب والحلوى والأجهزة والأدوات. 3- يمتلك الأطفال الوعي بأن آباءهم هم المصدر الرئيسي للمال كما أنهم على وعي بأن اكتساب المال يتم من خلال العمل. 4- ذكر المعلمون والطلاب وأولياء الأمور ممن شملهم الاستطلاع أن متابعة البرنامج عن طريق الفيديو هو لأغراض الترفيه بشكل أساسي، في حين أن رواية القصة وممارسة الأنشطة والألعاب يعتبر أكثر صلة بالعملية التعليمية. 5- عندما تم استطلاع آراء الطلاب بعد مشاهدة مقطع فيديو، واستكمال تمرين عن التسوق، والاستماع إلى قصة، فضّل الطلاب وبأغلبية كبيرة التعلم عن طريق رواية القصة. 6- تنشأ التوجهات المالية في عمر مبكر من حياة الفرد، وهي تتأثر بما يمكننا أن نطلق عليه «القولبة المبكرة». 7- القولبة المبكرة: يتأثر الطلاب بمجموعة متنوعة من المؤثرات الخارجية، وأكثرها أهمية هو كيف ينظر الطلاب إلى التعاملات المالية المتداولة في أسرهم وبين أصدقائهم. يذكر أن البرنامج انطلق في عدد من المدن: عسير، مكةالمكرمة، جدة، وسيكتمل في بقية المناطق تباعا ليكون ضمن عدد من برامج الوزارة.