نجح برنامج «مسام» التابع لمركز الملك سلمان في تحقيق نجاحات كبيرة تمكن خلالها من انتزاع 21.784 لغماً متنوعا بين مضاد للأفراد وألغام أخرى عبارة عن عبوات ناسفة ومتفجرات زرعتها المليشيا الحوثية في مأرب والساحل الغربي لليمن خلال الأشهر القليلة الماضية. وذكر وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور محمد عسكر، أن الألغام أكبر تهديد يواجه الشعب اليمني، مؤكداً أن الفرق الهندسية اليمنية وبدعم من التحالف العربي وبرنامج «مسام»، تمكنوا من انتزاع ربع مليون لغم منذ انطلاق عاصفة الحزم مع أن التقديرات تشير إلى أن مليشيات الحوثي زرعت نحو مليوني لغم حتى الآن. وقال الدكتور محمد المقرمي رئيس مركز إسكوب للدراسات وحقوق الإنسان ل«عكاظ»، يشكل برنامج «مسام» امتدادا للمشاريع الإنسانية الكبيرة التي ينفذها مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية في اليمن، وقد حقق الكثير من النجاحات من أبرزها تطهير عدد من المديريات في محافظة الجوف وصعدة ومأرب وصنعاء والحديدة، وأسهم في عودة الكثير من العائلات النازحة. وأضاف: «برنامج مسام لا يهدف إلى انتزاع الألغام بل إلى تدريب الكوادر اليمنية على التعامل مع الألغام وانتزاعها عبر وضع آلية على مساعدة الشعب اليمني على مواجهة هذه الآفة الكبيرة والتحدي الذي سنظل نعاني منه لسنوات طويلة»، مبينا أن الألغام هي من أكثر الأسلحة التي تستخدمها المليشيا وهي ثقافة إرهابية يحرص فيها الحوثيون على الانتقام من المدنيين قبيل فرارهم من أي منطقة أو مدينة يقتحمها الجيش الوطني ويحررها. ولفت إلى أن الجيش اليمني وبدعم من برنامج «مسام» استطاع تفكيك شبكات ألغام معقدة داخل منازل المدنيين في الحديدة وتعز خلال الفترة الماضية، مؤكداً أن المليشيا تستخدم الألغام الفردية المحرمة دولياً بكثافة مع أن اليمن موقعة اتفاقية حظر هذه الألغام. وأشار إلى أن الألغام وتجنيد الأطفال أكبر الجرائم التي تواجه المنظمات الحقوقية في اليمن وتأخذ الوقت الكبير في الرصد والتقصي ناهيك عن الانتهاكات الأخرى التي تأتي في المرتبة الثالثة سواء القصف العشوائي أو الاعتداءات. مبيناً أن المليشيا تستغل ظروف الشعب اليمني وتمارس جرائم وانتهاكات واسعة بعد أن احتلت المدارس وحولتها إلى ثكنات وبعضها فجرتها بالألغام وأجبرت الكثير من الأطفال وطلاب المدارس على التجنيد في صفوفها، ولذا فإن 80% ممن يسلمون أنفسهم للجيش الوطني أطفال.