تفرض فكرة إجراء استفتاء جديد حول «بريكست» نفسها كبديل عن الاتفاق الذي أبرمته رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مع الاتحاد الأوروبي والذي ينتظره على الأرجح فشل ذريع في البرلمان، لكن تطبيق هذه الفكرة قد يشكل تحدياً كبيراً، بحسب محللين. ورأى الخبير في السياسة الأوروبية كونستانتين فرايزر من مركز «تي اس لومبارد» للأبحاث أن «احتمال استفتاء ثان يكتسب زخما، وهذا سيصبح خياراً جدياً،، عندما يتمّ رفض الاتفاق في مجلس العموم». وتخوض ماي سباقا مع الزمن لإقناع النواب البريطانيين المشككين بقوة، بأن اتفاق الانفصال هو «الأفضل» و«الوحيد الممكن». لكنها تبدو بعيدة عن جمع عدد الأصوات الضرورية لإقراره في 11 ديسمبر، وهي تواجه معارضة من جانب مؤيدي بريكست الذين يخشون ارتباطاً غير محدود بالاتحاد الأوروبي، ومن جانب مؤيدي أوروبا أيضا الذين لا يرون مصلحة في هذا الطلاق. وأعلن وزير الدولة المكلف العلوم سام غيما وهو آخر من قدم استقالته، أنه سيصوّت ضد النصّ، وحضّ ماي على عدم استبعاد خيار إجراء استفتاء ثان في حال رفض البرلمان. وأفاد نيك رايت من جامعة «كوليدج» في لندن، بأنه في حال الفشل، يمكن لماي أن تلعب ورقة الخوف وتحصل في النهاية على دعم النواب خلال تصويت جديد، مهددة بحصول فوضى في حال الخروج من دون اتفاق. وترفض ماي بشكل قاطع إجراء استفتاء ثان وترى أنه «خيانة» للخيار، فيما أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة «ذي دايلي مايل» أن 48% من البريطانيين يؤيدون إجراء استفتاء جديد مقابل رفض 34%. وحظيت فكرة إجراء استفتاء ثان هذا الأسبوع بدعم مسؤول كبير في حزب العمّال هو جون ماكدونيل ما يشير إلى تحوّل في موقف حزب المعارضة الذي كان يرفض ذلك بشكل رسمي حتى الآن. واعتبر أن هذا الدعم الذي تطالب به قاعدة واسعة من الحزب، «لا مفرّ منه» في حال فشل الحزب في الدفع نحو الدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة.