حققت هيئة المحامين السعوديين تطلعات وتوقعات أعضائها خلال عامين متتاليين، وثمنت جهودها المبذولة بالكثير من الإنجازات التي أثبتت لنا كممارسين قانونيين مدى أهمية هذه الهيئة ومتانتها وصمودها كمنبر أساسي تستند عليه مهنة المحاماة في السعودية، نظير مجهوداتها الفعالة في نشر الوعي والثقافة القانونية وتطوير ودعم المحامين أصحاب الخبرات والناشئين والمتدربين وتنظيم فعاليات ودورات وملتقيات ليستفيد الممارسون من خبراتهم السابقة لمواكبة التطورات. ومن أهم وأكبر إنجازات الهيئة السعودية للمحامين في الفترة الأخيرة كان الشراكة الإستراتيجية مع وزارة التعليم ممثلة في وكالة الوزارة لشؤون البعثات وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي (وظيفتك بعثتك) التي نتج عنها ما يزيد على 900 طالب قانوني مبتعث لجميع مراحل التعليم العالي وفي أكثر من 15 تخصصاً مهماً تتماشى مع متطلبات رؤية 2030 وتساهم في سد احتياج السوق لأهم التخصصات القانونية مثل ماجستير قانون الضرائب، ماجستير قانون تأمين، ماجستير قانون استثمار، ماجستير قانون ملكية فكرية، ماجستير قانون تقنية معلومات. ونظراً لحاجة السوق عملت هيئة المحامين على تلبية متطلبات سوق العمل الذي يحتاج إلى كوادر وكفاءات وطنية مؤهلة تأهيلاً دولياً، دون أي تكلفة مالية على القطاع الخاص طيلة فترة التأهيل والدراسة، لذلك تم العمل عن قرب مع مؤسسات المجتمع المدني والحكومي والقطاع المهني المتمثل في مكاتب المحاماة، على إعداد دراسات لمعرفة حاجات سوق العمل، والطريقة المثلى لاستيعاب وتوفير وظائف للخريجين والخريجات بعد الابتعاث، وإعداد آلية لتوجيههم للتخصصات التي ستنمي سوق العمل، وتلبي جميع مطالبه، مما أنتج 211 وظيفة متاحة للخريجين والخريجات من الجامعات الدولية الرائدة في المجال القانوني التي رشحتها وزارة التربية والتعليم للمبتعثين. كما نشيد بالاتفاقية بين وزارة التعليم وهيئة المحامين وجهودهما في قبول هذا العدد الكبير من الطلاب، بزيادة نسبتها الإجمالية 336% عن العام الماضي، وتعد هذه زيادة لم تسبق لأي جهة توظيف أخرى في برنامج وظيفتك بعثتك، ونظراً لكون الابتعاث القانوني يعد أمراً جديداً على المجتمع القانوني، لم تترك الهيئة السعودية للمحامين أبناءها المبتعثين دون توجيه، حيث تم تعيين موظفين من الهيئة للتواصل المباشر مع الطلبة والقيام بشؤونهم وإرشادهم عبر مواقع التواصل المعتمدة على مدار الساعة خطوة بخطوة. كان اهتمام الهيئة بمبتعثيها القانونيين والاستمرار برفع معنوياتهم بمثابة درس لكل الممارسين القانونيين، بضرورة التعاون للارتقاء بمهنة المحاماة والمحافظة على المبادئ العظيمة التي ترسخت منذ زمن في مجتمع المحامين السعوديين، كأهمية التعاون وتبادل الخبرات والتأكيد على أن نجاح الفرد يعني نجاح الجميع، كما يسعدني ويشرفني أن أكون جزءاً من هذا الإنجاز العظيم، حيث تم توقيع عقود مع أبنائي المحامين المتدربين لاستكمال إجراءات ابتعاثهم ليكونوا يوماً ما قادة في تخصصاتهم القانونية.