وسط اتهامات بالتخوين، تصاعدت حدة الخلافات بين مليشيا الحوثي ما أدى إلى تنازع الصلاحيات بين قياداتها في صنعاء نتيجة الهزائم المتلاحقة على مختلف جبهات القتال، وفجرت سطوة قادة المليشيا الذين ينتمون إلى صعدة غضبا في أوساط غير المنتمين إليها، ووصلت هذه الخلافات إلى حد الاقتتال في منطقة نهم شمال شرقي صنعاء، ما أدى إلى قتل عدد من الحوثيين بينهم قائدان ميدانيان وجرح آخرين. وعزت مصادر مقربة هذا التناحر إلى إصدار زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي للقيادي القادم من صعدة أبو يوسف الصعدي أوامر باختطاف العناصر المنتمية إلى مديرية نهم متهماً إياهم ب«الخيانة». وأفادت مصادر قبلية في مديرية نهم، بأن المسلحين القادمين من صعدة بقيادة الصعدي اعتقلوا قائد المليشيا «أبوحرب» من إحدى النقاط التي يشرف عليها واعتدوا عليه بالضرب لكن مسلحي «أبوحرب» حاصروا المنزل واشتبكوا مع عناصر صعدة. وأفادت المصادر بأن المليشيا عمدت إلى اختطاف مسلحيها، واتهامهم بالتخاذل والخيانة والوقوف وراء الهزائم التي تتعرض لها. وكشف مصدر مقرب من الحوثيين ل«عكاظ»، أن الحوثي أصدر توجيهات بتغيير المشرفين في صنعاء وعدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم واعتقالهم واستبدال بهم مشرفين جددا ينتمون إلى صعدة جرى تدريبهم على أيدي خبراء إيرانيين، بينهم 200 مشرف عادوا إلى اليمن قبل أشهر قادمين من طهران بعد تلقيهم دورات عسكرية وطائفية. ولفت المصدر إلى أن الأيام القادمة ستشهد تغييرات جوهرية في قيادة المليشيا ومشرفيها العسكريين والإداريين في المؤسسات الحكومية، متوقعا عدم حدوث صدامات، وقال: «لدى عبدالملك الحوثي معلومات عن خيانات تمارسها قبائل صنعاء وعمران وحجة والمحويت وذمار وبعض العائلات ذات الارتباط الطائفي بالمليشيا ولا تنتمي إلى صعدة». في غضون ذلك، أطلق الجيش الوطني والمقاومة بإسناد من تحالف دعم الشرعية في البيضاء أمس (الثلاثاء) عملية عسكرية لتطهير مديرية ناطع، وتمكن الجيش في الساعات الأولى من تطهير وادي وجبال أعشار وصوران. ووفقاً لمصدر عسكري تحدث ل«عكاظ» فإن عددا من القتلى والجرحى سقطوا في صفوف المليشيا في جبل أكبار الإستراتيجي والمواقع المجاورة.