بعد 1165 يوماً من جريمة القتل البشعة التي هزت المجتمع السعودي في أول يوم من عيد الأضحى المبارك لعام 1436، نفذت وزارة الداخلية أمس (الثلاثاء) في مدينة حائل، حكم «حد الحرابة» في الإرهابي الداعشي سعد بن راضي العنزي -سعودي الجنسية-، الذي قتل ابن عمه الشهيد مدوس فايز عياش العنزي من منسوبي القوات المسلحة، في القضية الإرهابية الشهيرة المعروفة باسم «تكفى يا سعد». وأكدت وزارة الداخلية في بيان لها أن تنفيذ الحكم جاء بعدما صدر صك من المحكمة الجزائية المتخصصة يقضي بثبوت ما نسب إليه، من خروجه على ولي الأمر وتكفيره له ولرجال الأمن ومبايعته لتنظيم «داعش» الإرهابي وقيامة بارتكاب عدد من الجرائم الإرهابية منها استدراج ابن عمه إلى منطقة صحراوية وقتله وكذلك قتله لمواطن ورجل أمن واشتراكه في قتل رجل أمن آخر ومقاومته لرجال الأمن. وأضافت الداخلية: «لأن ما قام به المدعى عليه فعل محرم وضرب من ضروب الحرابة والإفساد في الأرض، فقد تم الحكم عليه بإقامة حد الحرابة، وأن يكون ذلك بقتله، وأيد الحكم من محكمة الاستئناف المتخصصة ومن المحكمة العليا، وصدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعاً وأيد من مرجعه بحق الجاني المذكور». وبدأت المحكمة الجزائية المتخصصة العام الماضي جلسات محاكمة الداعشي، الذي تجرد من الإنسانية، مستسلما لتعليمات التنظيم الإرهابي، فاستدرج ابن عمه الذي يعمل كأحد أفراد القوات المسلحة، مستعينا بشقيقه الهالك عبدالعزيز راضي عياش العنزي (18) سنة، إلى داخل منطقة صحراوية بمحافظة الشملي، وقيداه لقتله، تنفيذا لأوامر التنظيم الضال، ولم يباليا بنداءات ابن عمهما بالمقولة الشهيرة «تكفى يا سعد»، بل انشغل بقراءة مبايعة لزعيم تنظيم داعش الإرهابي، قبل أن ينهي خطابه الإجرامي بإطلاق النار على ابن عمه مقيد اليدين، فارداه قتيلا مضرجا بدمائه. وأمعن الداعشي في إجرامه بتصوير مقطع فيديو صور من خلاله تفاصيل جريمته النكراء، ليتم العثور من خلال عمليات البحث المكثفة على جثة المغدور في منطقة جبلية شمال قرية (إسبطر) بمحافظة الشملي، كما تبين تورط الجانيين المذكورين في جريمتين أخريين ارتكبتا يوم الخميس الموافق 11/ 12/ 1436؛ تمثلت الأولى في قتل اثنين من المواطنين عند مخفر شرطة عمائر بن صنعاء، التابع لشرطة محافظة الشملي، والثانية بإطلاق النار على العريف بمرور محافظة الشملي عبدالإله سعود براك الرشيدي مما نتج عنها استشهاده. وبناء على ما توافر لقوات الأمن من معلومات عن الجناة، وما نفذته من عمليات تمشيط أمني سريعة وواسعة بمشاركة طيران الأمن للحيلولة دون تمكنهما من الفرار بعيداً عن موقع ارتكابهما جرائمهما، تم رصد وجودهما في منطقة جبلية، قرب قرية ضرغط بمحافظة الشملي، وبمحاصرتهما ودعوتهما لتسليم نفسيهما بادرا بإطلاق النار بكثافة تجاه رجال الأمن، فتم التعامل مع الموقف بما يتناسب مع مقتضياته مما نتج عنه مقتل شقيقه المطلوب عبدالعزيز راضي عياش العنزي، وإصابة الداعشي سعد راضي عياش العنزي، ليتم القبض عليه، كما استشهد في هذه العملية الجندي أول نايف زعل الشمري. وطلب المدعي العام بقتل الداعشي سعد العنزي بحد الحرابة، ليصدر الحكم بقتله بحد الحرابة.