في خطوة تاريخية، شهدت نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي مفاجأة كبيرة، تمثلت في فوز أول امرأتين مسلمتين بمقعدين وهما الديموقراطيتان (إلهان عمر من أصل صومالي، ورشيدة طليب من أصل فلسطيني). ويكتسي فوزهما طعماً خاصاً في ظل تصاعد الخطاب المعادي للمهاجرين في الولاياتالمتحدة. فقد تمكنت الشابة الثلاثينية إلهان عمر بعد منافسة 6 آخرين على مقعد ولاية مينيسوتا من الفوز، لتحل مكان النائب الحالي كيث إليسون الذي كان بدوره أول مسلم تم انتخابه في الكونغرس. وعمر التي فرت عام 1991 من الحرب الأهلية في الصومال إلى مخيم للاجئين في كينيا، لم تكن تتخيل أنها ستصل يوماً إلى مجلس النواب، وستكون أول مشرعة أمريكية من أصل صومالي وأول محجبة في الكونغرس. وقالت عمر في خطاب أمام حشد من أنصارها أمس (الأربعاء): «لقد احتفلت بنتائج الانتخابات مع أسرتي ومن دعمني خلال حملتي». وأضافت أنها قدمت إلى الولاياتالمتحدة في الثانية عشرة من عمرها، وعاشت قبل ذلك في مخيمات اللجوء 4 أعوام. وتابعت: «مينيسوتا باردة جداً، لكن قلوب سكانها حافلة بالدفء والحنان، هم لا يفتحون أبوابهم للاجئين فحسب، بل يرسلون هؤلاء اللاجئين إلى أعلى المناصب في واشنطن». وأكدت إلهان التي انتقلت لمينيسوتا مع عائلتها (7 إخوة) عام 1995، أن أكبر تحدٍّ أو منافس لها هو «الإسلاموفوبيا». وتخرجت إلهان من كلية العلوم السياسية والدراسات الدولية في جامعة «نورث داكوتا» عام 2011، وعملت مديرة حملة إعادة انتخاب «كاري دزييدزيتش» لمجلس الشيوخ بولاية مينيسوتا عام 2012. وفي 2013، أدارت حملة المرشح «أندرو جونسون» لمجلس بلدية مدينة مينيابوليس. وتمكنت رشيدة طليب العاملة في مجال الحقل الاجتماعي والمولودة في ديترويت لأبوين فلسطينيين مهاجرين من الفوز بمقعد في مجلس النواب، دون أن تتواجه مع منافس جمهوري في منطقتها. ويعتبر فوز أول فلسطينية، ومسلمة بعضوية الكونغرس رسالة تحدٍّ وأمل. وتصف وسائل الإعلام الأمريكية رشيدة بالمرأة التي لا تعرف الخوف، والرائدة والجبارة. كما لتلك المرأة الفلسطينية الأصل، التي كان والدها يعمل في مصنع فورد للسيارات، تاريخ طويل من تخطي الحواجز، ففي عام 2008 أصبحت أول مسلمة تنتخب لمجلس ميشيغان التشريعي.