تواصل ميليشيات الحوثي الإرهابية مخططاتها الإجرامية لطمس هوية الشعب اليمني العربية الإسلامية، مستخدمة أساليب عدة، لعل من أخطرها محاولة «غسل العقول» في مدارس المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وتلقين طلابها أفكارا ظلامية تنفيذا لأجندة إيران الراعي الأكبر للإرهاب في العالم. فمن تلقين الطلاب لأفكارها، إلى تجنيدهم في صفوفها، واتخاذهم دروعاً بشرية، تستمر الانتهاكات بحق الأطفال. وآخر تلك الانتهاكات فيديو من إحدى المدارس في مديرية مذيخرة بمحافظة إب، يظهر طابوراً مدرسياً يردد هتافات «مسيسة» تمجد زعيم الميليشيات، وتردد «الصرخة الإيرانية» الدخيلة على المجتمع اليمني، بحسب ما أكد وزير الإعلام معمر الإرياني، أمس الأول (السبت)، إذ نشر الفيديو على حسابه على تويتر، وعلق قائلاً: «هذا هو الفكر الذي تريد الميليشيات الحوثية الإيرانية غرسه في عقول أطفالنا وأجيالنا القادمة في كل طابور مدرسي لتدمير النسيج الاجتماعي وطمس الهوية اليمنية، من خلال إعلان الولاية لسيد الكهف وترديد الصرخة الإيرانية وتغيير المناهج التعليمية». وأضاف أن ميليشيات الحوثي تستخدم الأطفال وطلاب المدارس دروعا بشرية لحماية قياداتها من الاستهداف والمتاجرة بدمائهم وأرواحهم بغية استعطاف الرأي العام الداخلي والمجتمع الدولي في مخالفة واضحة للقوانين الدولية، وحقوق الإنسان والتي تمنع استخدام الأطفال في ظروف الحرب وتعريض حياتهم للخطر. وتشير تقارير إحصائية إلى أن ميليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لإيران قامت بتجنيد ما يزيد على 23 ألف طفل، بصورة مخالفة للاتفاقات الدولية، وقوانين حماية حقوق الطفل، منهم 2500 طفل منذ بداية العام الحالي 2018، وهي تجند الأطفال وتزج بهم في معاركها الخاسرة، بعد اختطافهم من المدارس والضغط على أسرهم وأولياء أمورهم لإرسالهم إلى جبهات القتال، وهو ما يمثل جرائم حرب، ومخالفة لكل القوانين الدولية الخاصة بالطفل. كما تسببت الميليشيات الحوثية في دفع أكثر من مليوني طفل إلى سوق العمل، جرّاء ظروف الحرب، إضافة إلى حرمان أكثر من 4.5 مليون طفل من التعليم، منهم مليون و600 ألف طفل، حرموا من الالتحاق بالمدارس خلال العامين الماضيين. وقامت الميليشيات الحوثية بقصف وتدمير 2372 مدرسة جزئياً وكلياً، واستخدام أكثر من 1500 مدرسة أخرى كسجون وثكنات عسكرية. وفي مقابل ذلك، يقوم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بإعادة تأهيل الأطفال اليمنيين الذين جندتهم الميليشيات الحوثية وزجت بهم في جبهات القتال، ويعمل المركز على إزالة الأضرار النفسية التي أصابتهم تمهيداً لإعادتهم إلى أسرهم، وذلك بالتعاون مع منظمة «وثاق» اليمنية للتوجه المدني. ووفقاً لتقارير «وثاق» فإن عدد الأطفال الذين تمت إعادة تأهيلهم بلغ 161 طفلاً، تم احتجازهم في عدد من جبهات القتال، ويتولى إعادة التأهيل فريق من الأطباء والأخصائيين النفسانيين والاجتماعيين والتربويين بهدف إخراج الأطفال من الحالة النفسية السيئة التي يعيشونها نتيجة تأثرهم بعملية التجنيد القسري من قبل الميليشيات الحوثية، وتشمل البرامج التأهيلية أعمالاً ترفيهية وثقافية ومسابقات هادفة، لإعطاء طابع الفرح ومساحة أكبر للتفريغ النفسي الذي يحتاجه الأطفال المجندون.