من المؤلم والمحزن فقْد شخصية اجتماعية في المملكة العربية السعودية وإعلامي من خيرة الإعلاميين. كُنتُ حتى الساعات الأخيرة من مساء الجمعة وعلى مدى الأسبوعين المنصرمين أعتقد أن الفقيد الأستاذ جمال خاشقجي قد غادر القنصلية من بابها الخلفي، إلى أن طلعت الأخبار بما يفيد أنه قضى نحبه داخل القنصلية إثر شجار بينه وبين فريق استخباراتي سعودي كان بانتظاره لطلب عودته إلى المملكة، حيث إن سياسة المملكة فتح الأبواب على مصراعيها لصوت المعارضة إيمانا منها بأن ذلك يثري واقعها ويساعد في تطوير مستقبلها وتقدمها، ولقد كانت المملكة ومازالت في الداخل والخارج بيوت أمن وأمان خاصة بعثاتها الدبلوماسية تستقبل من يقصدها لقضاء ما هم بحاجة إليه، ولم تكن في يوم من الأيام ولن تكون مراكز للتحقيق والعقاب. ولقد أثمر توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- للنيابة العامة بالتحقيق في قضية اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي التحقيق مع ثمانية عشر متهما أخفوا خبر موته أو مقتله، وقد أربكهم موته وهم يعلمون حسم القيادة السعودية في مثل هذه الظروف، وسوف يحالون إلى القضاء بعد استكمال التحقيق ليحكم فيهم بما أنزل الله. في كل الأحوال لا بد من انتظار التحقيق ليستكمل مراحله ومن ثم القضاء ليأخذ مجراه، ولا يساور سعوديا الشك في حزم خادم الحرمين الشريفين في تطبيق شرع الله. ولا يسعنا اليوم بعد الترحم على الفقيد الأستاذ جمال خاشقجي وتعزية أهله وذويه وزملائه في الصحافة والإعلام إلا الانتظار ليظهر الحق ويزهق الباطل. * كاتب سعودي