أمير تبوك يستقبل القنصل الكوري    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    بدء التسجيل لحجز متنزه بري في الشرقية    خارطة الاستثمار العالمي    وزير الخارجية يطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف النار في غزة ولبنان    وزير الخارجية يبحث مع نظيرته الكندية العلاقات الثنائية بين البلدين    أمير الشرقية يستقبل منتسبي «إبصر» ورئيس «ترميم»    جازان: انطلاق المخيم الصحي الشتوي التوعوي    311 طالباً في جازان يؤدون اختبار موهوب 2    تعزيز التسامح في جامعة نورة    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    فعاليات المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة    "هيئة الاتصالات والفضاء" توقّع مذكرة تفاهم مع الهيئة الوطنية الهيلينة للاتصالات والبريد    عالمي خيالي    القيادة تهنئ السيد ياماندو أورسي بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية في الأوروغواي    الرياض تستضيف مديري إدارات التدريب التقني‬⁩    الاحتفاء بجائزة بن عياف    7 أجانب ضمن قائمة الهلال لمواجهة السد    تحقيق العدالة أو السير خلف جثمان القانون الدولي    الرخصة المهنية ومعلم خمسيني بين الاجلال والإقلال    بنان يوسع مشاركات الحرفيين المحليين والدوليين    الوداد لرعاية الأيتام توقع مذكرة تعاون مع الهيئة العامة للإحصاء    ملتقى الأوقاف يؤكد أهمية الميثاق العائلي لنجاح الأوقاف العائلية    الحُب المُعلن والتباهي على مواقع التواصل    وزير السياحة يستعرض الفرص الاستثمارية ويكشف عن دعم السياحة في الأحساء    الباحة تسجّل أعلى كمية أمطار ب 82.2 ملم    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    أمير تبوك يستقبل وزير النقل والخدمات اللوجيستية    بعد تصريحاته المثيرة للجدل.. هل يغازل محمد صلاح الدوري السعودي؟    تعليم جازان يحتفي باليوم العالمي للطفل تحت شعار "مستقبل تعليمي أفضل لكل طفل"    قطاع ومستشفى بلّحمر يُقيم فعالية "الأسبوع الخليجي للسكري"    البازعي ل«عكاظ»: جائزة القلم الذهبي للأدب تُعزز الإبداع الأدبي وصناعة السينما    كايسيد وتحالف الحضارات للأمم المتحدة يُمددان مذكرة التفاهم لأربعة أعوام    أمير حائل يستقبل سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة    وكيل إمارة المنطقة الشرقية يستقبل القنصل العام المصري    «حساب المواطن»: بدء تطبيق معايير القدرة المالية على المتقدمين والمؤهلين وتفعيل الزيارات الميدانية للأفراد المستقلين    حسين الصادق يستقبل من منصبه في المنتخب السعودي    السند يكرِّم المشاركين في مشروع التحول إلى الاستحقاق المحاسبي    السجن والغرامة ل 6 مواطنين ارتكبوا جريمة احتيالٍ مالي واستعمال أوراق نقدية مقلدة والترويج لها    الجامعة العربية بيت العرب ورمز وحدتهم وحريصون على التنسيق الدائم معها    تعطل حركة السفر في بريطانيا مع استمرار تداعيات العاصفة بيرت    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    بركان دوكونو في إندونيسيا يقذف عمود رماد يصل إلى 3000 متر    «العقاري»: إيداع 1.19 مليار ريال لمستفيدي «سكني» في نوفمبر    «الإحصاء» قرعت جرس الإنذار: 40 % ارتفاع معدلات السمنة.. و«طبيب أسرة» يحذر    مايك تايسون، وشجاعة السعي وراء ما تؤمن بأنه صحيح    «واتساب» يغير طريقة إظهار شريط التفاعلات    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    السودان.. في زمن النسيان    «كل البيعة خربانة»    الأهل والأقارب أولاً    مشاكل اللاعب السعودي!!    لبنان.. بين فيليب حبيب وهوكشتاين !    اقتراحات لمرور جدة حول حالات الازدحام الخانقة    انطلق بلا قيود    مسؤولة سويدية تخاف من الموز    أمير الرياض يكلف الغملاس محافظا للمزاحمية    111 رياضيًا يتنافسون في بادل بجازان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكعبي ل«عكاظ»: «الإخوان» و«ذباب قطر» مفلسون .. «تنظيم الحمدين» انفضح
رئيس تحرير «الاتحاد» الإماراتية أكد قوة الإعلام الخليجي
نشر في عكاظ يوم 04 - 10 - 2018

يعزو رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد» الإماراتية، حمد الكعبي، الأزمة الخليجية إلى عناد وغباء «تنظيم الحمدين» في الدوحة، معتبراً أن ما استثمره النظام القطري من أموال طائلة خلال العقود الماضية لتجميع مرتزقة الإعلام وشراء الأقلام ذهب أدراج الرياح. ويؤكد الكعبي، في حوار مع «عكاظ»، خسارة الدوحة، منذ أول يوم، القلوب والعقول، بعد أن تصدى لادعاءاتها الإعلام في الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين)، وأظهر حقيقة ذلك النظام ووسائل إعلامه الموتورة ودعاياته المأجورة، وفضحها أمام الرأي العام العربي والدولي. ولفت إلى أن دعاية «تنظيم الحمدين» خسرت، وأن «الجزيرة» أفلست وانفضح خطابها الشعبوي الكرتوني، وأفلس ذباب قطر و«الإخوان» الإلكتروني. فإلى نص الحوار:
• من هو حمد الكعبي؟
•• حمد عبيد الكعبي من مواليد مدينة العين، حيث نشأت ودرست، وتحصلت على شهادتي «البكالوريوس» في الصحافة، والماجستير في «إدارة الأعمال» من جامعة الإمارات في مدينة العين نفسها. ومنذ بداية مساري المهني ومشواري الصحفي أعرّف نفسي، ويعْرِفني القراء، باعتباري أحد المنتسبين إلى صحيفة «الاتحاد» في العاصمة أبوظبي، فأنا أنتمي مهنياً إلى «الاتحاد»، وأنتمي إليها أيضاً كفكرة وقناعة ومشروع إعلامي مستنير، وصرح وطني كبير؛ هذا باختصار.
• تدرجت في العمل الصحفي من مراسل في صحيفة «الاتحاد» حتى تبوأت رئاسة تحرير الصحيفة، مروراً بمحرر بالمحليات ومدير قسم المحليات ثم نائب رئيس تحرير؟ في أي المراحل وجد حمد نفسه وأيها الأصعب؟
•• لاشك أن أي موقع عملت فيه في «الاتحاد» كان بالنسبة لي تشريفاً وتكليفاً في الوقت نفسه، فأنا أعتبر أن من حسن الحظ أنني كنت منذ بداية مساري المهني أحد أبناء هذه المؤسسة الإعلامية الكبرى الرائدة، ومن الطبيعي أن أجد نفسي في أي مكان وموقع عمل تحريري فيها، ولعل في هذا جانب آخر من الإجابة على سؤالكم، هو أنني وجدت نفسي فعلاً في كل موقع وفي كل تكليف تحريري شرفت بالعمل فيه مما تفضلتم بذكره بالتفصيل من مهمات تحريرية شغلتها، ولكن نزولاً عند رغبتكم، يمكنني أيضاً أن أكون أكثر دقة من ذلك لأقول إن أكثر موقع وجدت نفسي فيه، وأكثر مرحلة كانت تمثل بالنسبة لي لحظة التحدي الإعلامي هي مرحلة البدايات، فمهمة الصحفي في المقام الأول هي العمل التحريري الميداني، والعمل الدؤوب لاستقاء الخبر والمعلومة من المصادر، وتطبيق كل المدونة المهنية والسلوكية التي درَستها، عملياً على أرض الواقع في تحصيل الخبر وصياغته ونشره، مع مراعاة الدقة والصدق وأمانة الكلمة، واحترام المواثيق المهنية كافة أثناء أداء عملي.
وعندما يعمل الصحفي مراسلاً ميدانياً، أو محرراً إخبارياً جديراً بالثقة لدى المصادر والقراء يستطيع تقديم الكثير في عالم الصحافة، وينال الثقة والتقدير من الجميع في قاعة التحرير.
رئاسة التحرير
• حمد الكعبي يعتبر من أصغر رؤساء التحرير، إن لم يكن أصغرهم في المنطقة، كيف تصف التجربة؟
•• في الحقيقة لا أعرف إن كان هذا الحكم تقديرياً أو تقريبياً، أم مستقى من قواعد بيانات ومعلومات مدققة، أو مصادر موثقة، وإن كنت أيضاً أعتقد أن الصورة النمطية التي كانت معتادة لدى البعض عمن يشغل منصب رئيس التحرير، باعتباره «صحفياً مخضرماً» أو حتى «متقدماً في السن»، ربما تعرضت هي أيضاً لنوع من الخلخلة والتجاوز خلال السنوات الأخيرة، وإن كانت تلك الصورة النمطية، للأمانة، قد لا تخلو أيضاً من إيجابية؛ لأن اعتبارات السن مهمة للخبرة والحنكة والحكمة، وهي صفات كلها ضرورية لهذه المهنة، بل لكل المهن. مهمة «رئيس التحرير»، في أية مؤسسة إعلامية، هي في المقام الأول أداء جزء من المهمة التحريرية ضمن فريق عمل يشمل كافة العاملين الآخرين في الصحيفة أو المؤسسة، والمسألة مجرد توزيع أدوار، أو بكلمة أدق تقسيم مهام عمل ومسؤوليات، بطريقة إجرائية، لا غير، والأهم هو الجاهزية المهنية والاستعداد والاجتهاد، وليس اعتبارات العمر أو السن، في حد ذاتها.
وشهدت ثورة الإعلام الجديدة، خلال السنوات القليلة الماضية، إزاحة كثير من تلك الصور النمطية، فصورة رئيس التحرير اليوم ليست من حيث الدور والحضور، وطبيعة المهام التحريرية، كرئيس التحرير في الخمسينات أو الستينات من القرن الماضي مثلاً، فرئيس التحرير اليوم هو فاعل إعلامي يؤدي مهمة مهنية صحفية، وأدبية إشرافية، ضمن فريق عمل، في قاعة التحرير، قد لا يكون في الواقع هو أهم فاعل تحريري فيه؛ لأن مسؤولية النجاح في العمل الصحفي، في هذه الحالة، تضامنية، ومشتركة، والهرم التحريري أفقي يتساوى في إنجازه الجميع، وليس عمودياً رأسياً، يمكن تحميل رئيس التحرير فيه المسؤولية عن أي نجاح أو فشل، في الإنجاز أو العمل.
• ألا تعتبر رئاسة تحرير صحيفة ورقية في الوقت الحالي مغامرة في ظل تدني إيرادات الصحف؟
•• ومتى كان العمل في مجال الصحافة، بصفة عامة، خالياً من المغامرة، والمجازفة، في أي وقت راهن أو سابق؟ لقد سُميت الصحافة ب«مهنة المتاعب» لارتباطها في الأذهان، والعيان بالمجازفة والتحدي في جميع الظروف وبكل الاعتبارات.
سأضع خطين صغيرين تحت كلمة «صحيفة ورقية» في سؤالكم فتحدي اللحظة المطروح على وسائل الإعلام التقليدي وحتى الجديد ليس خاصاً بالصحافة الورقية وليس أيضاً مقتصراً على جوانب تدني أو تراجع الإيرادات فقط، وإنما ثمة اليوم حزمة تحديات وجودية لا نهاية لها تواجه المهنة الإعلامية نفسها، ومن حيث هي، من الأساس.
ومن المعروف أن الجانب الخبري هو عادة نصف رأس مال المهنة الإعلامية، والنصف الثاني هو المصداقية والموثوقية لدى المتلقين والجمهور العام، واليوم ثمة حالة انفلات في عملية الضخ الخبري، وانعدام للمهنية والمصداقية أحياناً، مع موجة ما سمى الإعلام الجديد، الذي وضع المهنة الإعلامية نفسها أمام تحديات بأفق مفتوحة، ما زالت لم تتضح نهاياتها الممكنة حتى الآن.
ومن هذه الزاوية فإن ما قد يواجه صحيفة ورقية من تحديات لجهة تراجع الانتشار أو عائد الإيراد، هو ذاته ما قد يواجه أيضاً صحيفة إلكترونية لتفشي القرصنة، وعزوف قطاعات من الجمهور العريض عن الاشتراك أو الإعلان فيها أو التفاعل معها، وهذا يصدق أيضاً على وسائل الإعلام الأخرى من تلفزيون وإذاعة، وغيرها، وللصحف الورقية عادة جمهور وفيٌّ خاص، تمثل قراءة الصحيفة بالنسبة له طقساً، أو رياضية صباحية، يستبعد أن يتخلى عنها في المدى المنظور.
• ما هو أول قرار اتخذته بعد تسلمك منصبك الجديد؟
•• أول قرار اتخذته هو أن أعيد اكتشاف فضائل الاستماع، وأن أعمل بروح الفريق مع بقية زملائي في الكادر التحريري للجريدة، وتحفيز كل واحد منا ليقدم أفضل ما لديه من كفاءة وخبرة وجد وجهد، لتحقيق الأهداف وإنجاح الخطط الكفيلة بجعل «الاتحاد» دائماً في الصدارة، استجابة لتطلعات مؤسستنا وقرائنا الأوفياء.
• كتّاب الرأي.. هل رئيس التحرير يتدخل في طرحهم؟
•• لا يمكنني الحكم بإطلاق العبارة فيما يتعلق بالصحف الأخرى، ولكن من واقع تجربتي ككاتب رأي في «الاتحاد» لسنوات مديدة، لا أتذكر أن رئيس تحرير تدخل فيما أكتب. ومنذ تشرفي بتولي رئاسة تحرير هذه الصحيفة لم أتدخل أيضاً فيما يكتبه كتّاب صفحات الرأي فيها، وبصفة عامة في عالم الصحافة، أفترض أن رئيس التحرير يمكن أن يتدخل فيما يَرِدُ من كتّاب الرأي في إحدى حالتين: إن عرض عليه المحرر المعني مادة يعتقد أنها لا تتماشى مع الخط التحريري للصحيفة لاعتبارات سياسية أو قيمية أو دينية أو سوى ذلك، وفي هذه الحالة يمكن لرئيس التحرير وقف نشرها وطلب مقال بديل، أو تحمل مسؤولية نشرها، كما هي، أو طلب تعديل عليها من الكاتب أو المحرر، بناء على هامش حكم تقديري من قبله، أو بناء على ارتفاع أو انخفاض سقف مسطرة النشر لديه، وهذا يختلف من صحيفة لأخرى، ومن رئيس تحرير إلى آخر.
والحالة الثانية، المفترضة، أن يطلب رئيس التحرير من بعض كتّاب الرأي المساهمة في ملف يريد نشره، وهذا النوع من التحليلات والمقالات المستكتبة أو المطلوبة الغالب فيه أن يكون مقتصراً على كتاب متفرغين من ذوي التخصص في ملف معين، أو مرتبطين مع الصحيفة بدرجة، قد يزيد الشعور بها أو يقل، من الالتزام التحريري، أو التعاون والتضامن المهني.
مقص الرقيب
• مقص الرقيب.. هل له حدود معينة لدى رؤساء التحرير؟
•• لا أعرف ما تقصدونه بالتحديد بعبارة «مقص الرقيب»! ولعلها تستدعي في الذهن بعض ما يتردد أحياناً في التداول الإعلامي عن تقاليد الرقابة على الدراما والمصنفات الفنية، ولكن إن كان ولابد من الحديث عن «مقص رقيب» في يد رئيس التحرير، أرى أنه لابد أن تكون له حدود، وأن تكون تدخلات الكادر التحريري عموماً فيما ينشر محدودة وفي أضيق نطاق ممكن، وبما يضمن حرية الرأي المسؤولة؛ لأن هذه الحرية فضلاً عن كونها حقاً إنسانياً أصيلاً، يعتبر توافرها وضمانها أيضاً شرطاً لأي جهد إعلامي جاد.
ولكن لماذا يكون هنالك أصلاً «مقص رقيب» في عالم الصحافة؟ أزعم أنه لا حاجة أصلاً لوجود مقص أو رقيب إن رُوعيت المهنية، والاعتبارات الوطنية والقانونية، والقيمية والدينية، فيما ينشر في وسائل الإعلام، وأي صحفي أو كاتب مهني يعرف الخطوط التحريرية، ومواثيق شرف المهنة، لن يضطر أية وسيلة إعلام للتفكير في ممارسة رقابة على ما ينشر؛ لأن أي كاتب رصين أو صحفي مهني يكون عادة هو الرقيب على نفسه، وتكون عنده رقابة ذاتية، لا حاجة معها لأية حدود أو قيود قد يفرضها البعض، طوعاً أو كرهاً، على حرية التعبير.
• تجربة الكتابة ولدت لديك في ملحق «دنيا» بمواضيع تناقش الوضع المحلي، ثم تحولت إلى كتابات في الشأن السياسي، أين تكمن الصعوبة، ومتى يكون الرقيب الذاتي حاضراً؟
•• لا أجد صعوبة كبيرة في ما يتعلق بعملية تنويع مجالات الاهتمام وموضوعات الكتابةح لأن الصحفي المهني ينبغي أن يكون نوعاً من الكاتب الشامل، بحيث يكتب في موضوعات مختلفة بحسب الحاجة، وعند الاقتضاء، بغض النظر عن موقع نشر ما يكتب في تبويب صفحات الجريدة. ولا ينفي هذا طبعاً أن اعتبارات الكتابة في صفحات المنوعات تختلف، شكلاً ومضموناً، عن الكتابة في الشأن السياسي، ولكن كاتب الرأي يعرض على القراء بضاعته التحريرية ورسالته التنويرية، وما يهمه في المقام الأول، هو أن يظل وفياً قدر الإمكان لاعتبارات العمل المهني، وأمانة الكلمة، في كل ما يكتب. وفي ما يتعلق بالشق الثاني من سؤالكم، تكون اعتبارات المسؤولية أو الرقابة الذاتية - ومرة أخرى أتحفظ على عبارة «مقص الرقيب»- حاضرة في كلتا الحالتين، وإن من زوايا نظر مختلفة، فمن ينشر في ملحق المنوعات يضع اعتبارات هذه الصفحات في ذهنه، ومن يكتب في مجال التحليل السياسي يتوسل لإيصال رسالته الوسائل المناسبة لذلك أيضاً من حيث طبيعة الخطاب وبنية الجهاز المفهومي، وشكل معمار المقال، وهكذا. وقديماً قيل: لكل مقام مقال، وهذه قاعدة عامة بطبيعة الحال.
• برأيك هل فقدت الصحافة الورقية مكانتها في ظل سيطرة الإعلام الجديد؟ وما هي الحلول لإعادتها إلى مكانتها؟
•• سبق أن قلت لكم إن ما يسمى الإعلام الجديد لا يستطيع إلغاء دور الإعلام التقليدي، ومثلما لم يلغ التلفزيون دور الصحافة الورقية، أو دور الإذاعة، لا يمكن للإعلام الجديد إلغاء أي من هذه الأنواع السابقة. ومشكلة ما يسمى الإعلام الجديد تكمن في أحيان كثيرة في فاقد المهنية والمصداقية، وليست القدرة على الانتشار وتوظيف آخر تقنيات ثورة الاتصالات وموجة الانفلات في طرق التحرير والتعبير، كافية وحدها لخلق صناعة إعلامية مؤثرة. فالإعلام فن أكبر من هذا وأكثر تعقيداً بكثير. وبالمختصر، لن تفقد الصحافة الورقية مكانتها في المدى القريب، وثمة أيضاً حزمة من الحلول لإعادة ترسيخ هذه المكانة من جديد، وذلك بتوظيف آخر تقنيات ثورة المعلومات، وتطوير المحتوى الرقمي للصحف، وتسويغ وتسويق خدمات الصحافة الورقية بخطوط نشر موازية رقمية، فلا شيء يمنع أية صحيفة ورقية اليوم من أن تكون أيضاً صحيفة إلكترونية في الوقت نفسه، وهذا هو الموجود الآن، والفرق بين صحيفة ورقية وأخرى يكمن فقط في نسبة المحتوى الرقمي، وهو فرق يكون في الغالب في الدرجة وليس النوع.
الإعلام الخليجي
• كيف ترى واقع الإعلام الخليجي عموماً والإماراتي خصوصاً؟
•• لاشك أن الإعلام الخليجي يتصدر المشهد الإعلامي العربي منذ فترة من الزمن، وذلك على رغم اختلاف خطوط وسقوف نشر هذا الإعلام الخليجي نفسه، من بلد إلى آخر. ولكن القاعدة العامة أن الإعلام في دول مجلس التعاون هو الأقوى عربياً، بما في ذلك الإعلام التابع لمؤسسات خليجية وإن كان يصدر خارج المنطقة، وفيما يتعلق بالمشهد الإعلامي الإماراتي، يشهد منذ فترة طفرة تطوير على كافة المستويات، وكفاعل في هذا الإعلام المحلي قد يكون هنالك من هو أكثر ملاءمة مني للحكم عليه من الخارج. ومن الداخل، يمكنني أن أقول، بضمير مرتاح، إنه من حيث الالتزام الوطني والأداء المهني من بين الأفضل على المستوى العربي.
• دافع الإعلام الإماراتي عن بلاده منذ بداية الربيع العربي.. برأيك متى يكون الإعلام صوتاً للوطن، ومتى يلتزم الحياد؟
•• سأكون صريحاً معك، وسأبدأ من نهاية سؤالك. كيف يمكن التزام الحياد أصلاً حين يتعلق الأمر بالوطن؟ هنالك تعبير سيّار يقول إن «الخيانة ليست وجهة نظر»، وعلى هذا القياس أيضاً فالحياد في قضايا الأوطان خيانة مكتملة الأركان، وليس وجهة نظر، ومنذ بداية فتن ما سمي «الربيع العربي»، كان واضحاً أن الإعلام وسيلة من وسائل الاستهداف والاصطفاف والاستقطاب الحاد في المنطقة، وفي اعتقادي الشخصي، أنه لولا الدور الذي لعبه إعلام التحريض والتهييج والتهريج في النفخ في رماد فتن ما سمي «الربيع العربي» لما كان هذا الربيع أصلاً، أو لكانت حصيلته أقل دماراً وخراباً وإرهاباً مما جرى في تلك الدول، التي تحولت إلى دول فاشلة، وتم تفكيك الدول الوطنية فيها، وتسليمها لجماعات العنف والإرهاب من كل شكل ولون.
وفي أتون المشهد الإقليمي المضطرب، والمضطرم، لعب الإعلام الإماراتي دوره المنتظر كإعلام وطني ملتزم في الدفاع عن قرار واستقرار وازدهار بلاده، والرد على إعلام التضليل والتحريض بكافة أشكاله وصوره، وكانت مهمة الإعلام الإماراتي رغم جسامة التحدي، مهمة سهلة مع ذلك ومضمونة النجاح، وذلك لأن موقفنا الوطني الذي ندافع عنه كان دائماً يقف على الجانب الصحيح من التاريخ، وعندما يدافع الإعلام عن سياسة جوهرها الحق والصدق ورفع قيم السلام والإخاء والبناء والنماء تكون مهمته مؤكدة النجاح، بل وصفة للنجاح.
الأزمة القطرية
• الأزمة الخليجية التي نجم عنها قطع العلاقات مع قطر لدعمها الإرهاب، كيف رأيت تناول إعلام الدول الداعية لمكافحة الإرهاب للقضية؟
•• لقد أثبتت هذه الأزمة التي تسبب فيها عناد وغباء تنظيم الحمدين في الدوحة أن ما استثمره النظام القطري من أموال طائلة خلال العقود الماضية لتجميع مرتزقة الإعلام وشراء الأقلام قد ذهب أدراج الرياح، إذ خسرت الدوحة منذ أول يوم معركة كسب القلوب والعقول، بعد أن تصدى لادعاءاتها الإعلام في الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين)، وأظهر حقيقة ذلك النظام ووسائل إعلامه الموتورة ودعاياته المأجورة، وفضحها أمام الرأي العام العربي والدولي.
ودون أية مبالغة يمكن القول إن هذه الأزمة منذ بدايتها كانت أزمة بين النظام القطري وإعلامه المأجور المسعور من جهة، والإعلام في الدول الأربع من جهة أخرى، الإعلام وحده، وأما حكومات الدول الأربع فقد تعاملت مع الأزمة منذ البداية على أنها موضوع صغير، ولا يستحق منها أصلاً أي اهتمام أو تركيز.
وفي مرحلة تالية من الأزمة تولى الجمهور العربي على مواقع التواصل مهمة التصدي للدعاية القطرية، ويمكن القول إن الجمهور أيضاً حجّم وقزم المنصات الإعلامية القطرية الداعية والراعية للإرهاب والخراب.
• هل الإعلام الخليجي في الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ازداد قوة بعد الأزمة، خصوصاً أنه وجه سهامه ضد الإرهاب وداعميه؟
•• نعم حقق إعلام الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب مكاسب كبيرة من هذه الأزمة، إذ تمت تعرية ممارسات النظام القطري أمام شعوب المنطقة والعالم، وتم تجريد أبواق دعايته من آخر أوراق التوت التي كانت تتستر بها، وقد تحققت هذه الغايات أيضاً دون أن ينزل إعلام الدول الأربع إلى مستوى إسفاف ولغو إعلام تنظيم الحمدين وحلفائه من جماعات العنف والتطرف والظلام.
• وكيف تقضي الصحافة على التطرف والتشدد؟
•• مهمة الصحافة جوهرية وأساسية في مواجهة جماعات العنف والتطرف، وذلك بفضح زيف وخطأ وخطل دعاوى ودعايات تلك الجماعات من جهة، ومن جهة أخرى نشر قيم الانفتاح والتسامح والتعايش والتعارف والسلام بين الناس.
كما يتعين على الصحافة بحكم رسالتها في التبصير والتنوير تولي مهمة التوعية والتبشير بكل ما من شأنه نشر هذه القيم الإنسانية الراقية، وتوسيع هوامش المشترك الإنساني. وتستطيع الصحافة أيضاً لعب دور وقائي مؤثر في منع تفشي التطرف والتشدد، بالتعاون مع مؤسسات التنشئة الاجتماعية من أسرة ومدرسة، ومنابر الإرشاد والتوجيه الديني والثقافي. وبعبارة واحدة، أشد إيجازاً وأدق معنى، فمهمة القضاء على التطرف والتشدد هي الآن مهمة الجميع، وفي المقدمة من ذلك طبعاً الدور الطليعي للصحافة والإعلام.
استهداف الإعلام
• استخدمت قطر أدواتها من جماعة «الإخوان» الإرهابية وأتباعهم للتشكيك في الإعلام العربي عموماً والخليجي خصوصاً منذ بداية الربيع العربي، لكنها انفضحت بعد ذلك. هل الحرب تبدأ من القضاء على الإعلام؟
•• كما قلت لكم، دعاية تنظيم الحمدين خسرت معركة كسب القلوب والعقول منذ البداية، فبعدما أفلست «الجزيرة» وانفضح خطابها الشعبوي الكرتوني، وأفلس ذباب قطر و«الإخوان» الإلكتروني، لجأ نظام الدوحة للدفع عبر قناته ببعض «أحصنة طروادة» من أتباع «الإخوان» وغيرهم من الجماعات الإرهابية المدسوسين في بعض الدول الغربية، للتشكيك في الإعلام العربي والخليجي، لأن هذه هي طريقتهم في محاولة تمرير مخططاتهم، بتحريك بيادق المرتزقة على مسرح عرائس رقعة أجنداتهم. ولاشك أن دور الإعلام مهم ومحوري في التصدي للدعاية المعادية، وتحييد خطر إعلام التحريض ونشر الكراهية التابع لتنظيم الحمدين.
‏‏• في مرحلة من المراحل حاول «الإخوانج» الإيقاع بين السعودية والإمارات بالأكاذيب وترويج الشائعات، إلا أن الإعلام الإماراتي والسعودي لم ينجرفا وراء تلك الهجمات المنظمة. كيف تم التصدي لتلك الهجمات؟
•• محاولة الوقيعة بين السعودية والإمارات، بل بين كافة دول المنطقة بند ثابت في أجندة «الإخوان» منذ ظهور تنظيمهم الإرهابي الدولي، وفي أزمة النظام القطري الراهنة مع نفسه وشعبه ومع دول المنطقة حاول إعلامه بشكل يائس وبائس، وأحياناً بطريقة صبيانية، اللعب على حبال خلق اختلافات أو خلافات في الموقع أو الموقف بين دول المقاطعة الأربع، ولكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل الذريع، وبشكل سريع. وفي حالة السعودية والإمارات خاصة لم يستطع تنظيم «الإخوان» ولا تنظيم الحمدين بيع ما لديهم من دعايات وأكاذيب وشائعات، لأن العلاقة بين البلدين والشعبين الشقيقين أكبر وأعمق من أن تنال منها دعاية مغرضة، أو دسيسة خسيسة من نظام منبوذ وموتور وتنظيم إرهابي مفلس ومأجور.
• برأيك هل الصحافة الخليجية تتمتع بالحرية المطلقة، أم أن الصحفي فيها لم ينل حقه حتى الآن؟
•• في عالم الصحافة، بل في الحياة بصفة عامة، لا يوجد شيء يسمى حرية مطلقة. هنالك حرية مسؤولة، هي شرط أي جهد متجه ومنظم أو عمل هادف وبناء، وإن كان المقصود ارتفاع سقف هوامش النشر وحرية التعبير، ففي رأيي أن الصحافة الخليجية تتمتع بمستويات متفاوتة من ارتفاع هذا السقف، وهذا أمر طبيعي، لاختلاف قواعد اللعبة الإعلامية من بلد إلى آخر، ومن منبر إعلامي إلى آخر داخل البلد الواحد، وكذلك الصحفيين الخليجيين أيضاً ينالون حقوقهم المهنية مع الاعتراف بالحاجة لزيادة الاعتماد على الكوادر والعناصر المواطنة الخليجية في بعض الحالات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.