صراع دموي تشهده محافظة صعدة اليمنية انطلقت شرارته هذه المرة بين فصيلين من أسرة الحوثي وتحديداً بين عبدالملك الحوثي وميليشياته من جهة وعمه محمد عبدالعظيم وأتباعه من جهة أخرى. وكشفت مصادر قبلية فشل الوساطة التي تدخلت لإيقاف المواجهات بين الطرفين والتي انطلقت مساء السبت في مديرية مجز بمحافظة صعدة وأسفرت عن مقتل أكثر من 20 عنصراً من الجانبين. فيما أكدت مصادر أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل نحو 30 شخصاً من أنصار وأتباع محمد عبدالعظيم الحوثي، بينهم أطفال ونساء نتيجة القصف المدفعي العشوائي الذي شنته ميليشيات عبدالملك الحوثي على قرى منطقة آل حميدان، كما أقدمت على تفجير عدد من المنازل، فيما لايزال أنصار وأتباع محمد عبدالعظيم يتحصنون في المنطقة ويقاومون ميليشيات عبدالملك الحوثي بشراسة. وأفاد مصدر قبلي في صعدة ل«عكاظ» بأن الخلافات ظهرت بعد سيطرة الجيش الوطني على مديرية باقم، إذ أصدر عبدالملك الحوثي توجيهاً بأن يكون خليفته عمه عبدالكريم الحوثي وهو ما لقي رفضا من عبدالعظيم الذي وجه أتباعه بمغادرة الجبهات والعودة إلى صعدة، مبيناً أن تصعيد عبدالملك الحوثي خلفاً لشقيقه كان بوساطة وبرعاية إيرانية أن يكون الخليفة في المستقبل عبدالعظيم وليس عبدالكريم. وأشار المصدر إلى أن الحشد مستمر من قبل طرفي الصراع، مرجحا تجدد المواجهات خلال الساعات القادمة، مبينا أن قياديا كبيرا مقربا من عبدالعظيم قتل في مواجهات الأيام الماضية كما فجر منزله. وأضاف المصدر أن ميليشيا عبدالملك استحدثت نقاطا واسعة وكبيرة بين الطريق الرابط بين مديرية ضحيان ومديرية مجز، وتعيش الميليشيا الحوثية مراحل صعبة في ظل الانهيارات المتواصلة في الجبهات مما دفعها إلى الاقتتال الداخلي. وكشفت مصادر إعلامية أن المواجهات جاءت على خلفية نزاع على ملكية شحنة ضخمة من المخدرات. وقالت إن زعيم ميليشيا الانقلاب وجه بإرسال حملة من مسلحيه إلى منطقة آل حميدان وآل القمادي في مديرية مجز في صعدة، بعد أن استولى مسلحون موالون لابن عمه على الشحنة التي سمحت الجماعة بمرورها لتهريبها إلى دول الجوار. وبحسب مراقبين، فإن عددا من كبار قيادة ميليشيا الانقلاب يعتمدون على تجارة المخدرات وتهريبها؛ إذ توفر لهم الملايين من الدولارات سنويا، مستفيدين في ذلك من الخبرات التي يقدمها لهم «حزب الله» الإرهابي.