بعد مرور 100 يوم من تعيينه وزيرا للشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، اعترف الدكتور عبداللطيف آل الشيخ ب«ترهل» وزارته وأنها بحاجة ماسة إلى إعادة هيكلتها من جديد خصوصا في الجانب الإداري والدعوي، ومؤكدا أن ما أسماهم ب«أدعياء الدعوة» استولوا على المنابر ومرّروا أفكارا متطرفة، وأصبحوا يتسابقون على تهييج الناس وإلحاق الضرر بهم. واتخذ وزير الشؤون الإسلامية عدة إجراءات إصلاحية تلخصت في قرابة 20 قرارا شملت إعفاءات وتكليفات لعدد من المسؤولين داخل جهاز الوزارة وفي عدد من فروعها ببعض المناطق والمحافظات، تركزت مجملها على الجانب الدعوي والفكري والإداري في محاولة للسيطرة على «منابر الجمعة» التي وصفها آل الشيخ أنها حتى وقت قريب كانت «مختطفة». ووجه أيضا آل الشيخ، بطي قيد جميع المراقبين المتعاونين مع فروع الوزارة لمراقبة المساجد ممن يشغلون وظائف إدارية داخل الوزارة أو خارجها، وطي قيد المراقبين العاملين في القطاع الحكومي والخاص، والتدرج في طي قيد موظفي المساجد من منسوبي الشؤون الإسلامية خلال 6 أشهر. وأقر آل الشيخ بعدم جدوى فعاليات ملتقى المؤسسات الدعوية، إذ وجه بإيقافها قبل انطلاقها مطالبا بإعادة دراسة الملتقيات والمشاركين فيها والتدقيق في سيرهم وأفكارهم، وأبدى عدم رضاه عن عمل المكاتب الدعوية في الخارج مؤكدا أنها لم تخدم الوطن وقضاياه وهي ليست على المستوى المنشود». وأبدى آل الشيخ ملاحظاته على «جمعيات تحفيظ القرآن»، معتبرا أن كونها تستغل من بعض الأشخاص أو المؤسسات فلا شك أن في ذلك خللا، ولا بد أن تتكاتف الجهات الحكومية لتنظيم عملها، مشيرا إلى أن وزارته ستتبنى مشروعا لمعالجة بعض التجاوزات في الجمعيات الخيرية، وتطويرها بما يتوافق مع رؤية السعودية في العلم الشرعي المعتدل. وأغلق آل الشيخ الباب في وجه من أسماهم ب«الباحثين عن الشهرة» الذين دأبوا على بث خطب الجمعة عبر برامج البث المباشر، مؤكدا أن هذه الممارسات مخالفة لأنظمة الإعلام وتوجهات الوزارة، ومتوعدا بطي قيد من يخالف ذلك. وحظيت القرارات الإصلاحية التي اتخذها آل الشيخ بإشادات عدد من المراقبين، خصوصا بعد أن أصدر قرارا بربط الإدارة العامة للأمن الفكري بمكتبه مباشرة، وهي خطوة اعتبرها مراقبون بأنها ذات أهمية بالغة كونها ستعزز من محاربة التطرّف والغلو. وقال مصدر مطلع ل«عكاظ» أمس (السبت)، إن وزير الشؤون الإسلامية تفاجأ بخلل كبير منذ تسلمه مهامه في وزارة الشؤون الإسلامية، حيث لوحظ هدر للأموال، وتقصير كبير في الرقابة على المناشط الدعوية ومنابر الجمعة. التي وصفها آل الشيخ بأنها أصبحت «ميدان من لا ميدان له».