تظلم كثير من الناس من ارتفاع أقيام فواتير الكهرباء، وكتب عدد من الكتاب عتابهم ومعارضتهم لهذه المغالاة في رسوم الكهرباء ولم تستجب شركة الكهرباء للعتاب ولا للاحتجاج كما قال شاعرنا العربي: لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي ونارٍ لو نفخت بها أضاءت ولكن ضاع نفخك في رماد وهذا البيت الأخير مصادفة شعرية عجيبة كما لو كان الشاعر رحمه الله قد قرأ الفنجان لشركة الكهرباء، فجاء في هذا البيت بمفردات نار، أضاءت، ورماد. وما دامت الشركة لم تستجب للنداءات فما هي الخطوة التالية التي ينبغي اتخاذها ؟ هل نلوم أيضا وزارة التجارة بما أن شركة الكهرباء تخضع مثل باقي الشركات لوزارة التجارة ؟ أم هل نستنجد بحماية المستهلك ؟ أم أنه لابد لنا من مراجعة ديوان المظالم ؟ أم نرفع الأمر للديوان الملكي ؟ نحن لسنا ضد الكسب المشروع، ونتمنى الرفاهية للجميع، غير أن هذا الوقت ليس مناسباً نهائياً لرفع سعر الكهرباء؛ لأن السوق لا تحتمل هذه الزيادة، وهذا واضح لكل ذي عينين، أما الشركات والمؤسسات التي تعمل بمكيفات مركزية فإن وضعها أصعب، فيما عدا أرامكو السعودية وشركات سابك. وقد جاء مقال الأستاذ فواز عزيز في جريدة «مكة» بصورة شفافة عن إيرادات شركة الكهرباء وقال في جريدة «مكة» في 9/11/1439ه الموافق 22/7/2018: «ليس المواطن وحده الذي يعترض على الفاتورة إذا أحس أنها مرتفعة، بل حتى «شركة الكهرباء» التي كانت مستغربة ومصدومة من اعتراض الناس على ارتفاع فاتورة الكهرباء الشهر الماضي، هي ذاتها تعترض على «فاتورة الزكاة والدخل» التي عليها! رغم أن شركة الكهرباء حققت إيرادات تقدر بنحو 11 مليارا و400 مليون ريال خلال الربع الأول من العام الحالي، وفيها ارتفاع عن الفترة نفسها من العام الماضي تقدر بنحو مليارين ونصف المليار ريال، إلا أنها تعترض على «فاتورة الزكاة والدخل» التي تبلغ 375 مليون ريال فقط خلال 5 سنوات من 2009 إلى 2014! وقال: الغريب أن مقدم خدمة الكهرباء للشعب السعودي كاملا هي شركة واحدة، ومع ذلك تشكو هذه الشركة من الفقر والعوز والسالب. كيف تخسر شركة وهي تأخذ قيمة تركيب العداد ورسوما شهرية على كل عداد حتى لو لم يصرف شيئا، وتأخذ أيضا قيمة ما تقدمه من كهرباء؟! على سبيل المثال: لو كل منازل المملكة لم تستخدم الكهرباء خلال عام لن يقل دخل الشركة عن مليار ريال وهي الرسوم الشهرية التي لا تقل عن 10 ريالات شهريا على كل فاتورة من أصل 9 ملايين فاتورة». وهذه المرة الثانية التي أكتب فيها عن شجون الكهرباء، فعسى أن أجد أذناً واعية من الشركة الزاهرة. السطر الأخير: مِنِّيَ وصْلٌ ومنك هجرُ وفيَّ ذلٌ وفيك كِبْرُ * كاتب سعودي [email protected]