نجح ملتقى الصحة العالمي الذي افتتحت فعالياته اليوم الاثنين في تحويل مدينة الرياض إلى منصة استثمارية عالمية لتعزيز قدرات الرعاية الصحية للمملكة، وسط مشاركة نوعية من أبرز العلامات التجارية المزودة للخدمات الطبية المحلية والإقليمية والدولية. وافتتح وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، ملتقى الصحة العالمي وسط حضور كبير من الزوار والمتخصصين، ومختلف الجهات الحكومية المسؤولة عن القطاعات الصحية المختلفة، كما استعرض تجارب الدول المشاركة في المعرض المصاحب للملتقى الذي يعد الأول والأكبر من نوعه على مستوى المملكة. ومن المزمع أن يستمر ملتقى الصحة العالمي في فعالياته حتى يوم الأربعاء (12 سبتمبر 2018) بمركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات، ويفتح أبوابه للزوار يومياً من 9 صباحاً وحتى 5 مساءً. وأكد وزير الصحة خلال افتتاح الفعاليات بمركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات بمنطقة الرياض، أن حجم استثمار المجال الصحي في المملكة يتجاوز 150 مليار ريال، وأوضح حزمة تحديات تواجه القطاع كارتفاع التكاليف المالية المستمرة و الأمراض المزمنة. وأضاف أن الخدمات الصحية المقدمة من قبل الشركات ستكون منفصلة عن وزارة الصحة، وسيكون دورها منوط بالتنظيم والإشراف على القطاع الصحي، قائلا:«إن ملتقى الصحة العالمي سيعقد سنوياً، وسيكون منصة جاذبة للاستثمار». من جهته، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة المنظمة عادل عبد الشكور أن المشاركة الكبيرة من الدول (25 دولة) في أول معرض من نوعه يقام على مستوى المملكة، يؤكد أنها وجهة استثمارية صحية مهمة من قبل العلامات التجارية الطبية الإقليمية والدولية، قائلا: «هناك توافد كبير من قبل المتخصصين والزوار والمعنيين بالرعاية الصحية، بهدف الاطلاع على أحدث التطورات في مجال الخدمات الصحية، والاستفادة من أفضل الممارسات والمعايير العالمية التي أبرزتها العلامات التجارية المشاركة في المعرض، وهو ما يمثل لهم فرصة للتعرف عن قرب حيال أكبر أسواق الرعاية الصحية وأسرعها نمواً على مستوى المنطقة، وحوله إلى منصة لعقد الصفقات الاستثمارية لتعزيز قدرات الرعاية الصحية السعودية». وبدأت جلسات اليوم الأول للمؤتمر «احتضان المستقبل»، بتأكيد على أن نظم الصحة والرعاية الملائمة للمستقبل تتطلب استراتيجية واضحة ومحددة المعالم من أصحاب المصلحة الرئيسيين في جميع انحاء العالم، وخاصة في ظل بروز تحديات تواجه القطاع كزيادة فئة المسنين في المجتمعات العالمية والخليجية، ومدى استجابة الأنظمة الصحية لموجه الأمراض غير المعدية التي يمكن أن تحدث، وتكاليف الرعاية الصحية، بالإضافة إلى الطبيعة المتغيرة للصحة. كما استعرضت جلسات اليوم الأول آليات استخدام أحدث الأدلة للاسترشاد بها في القضايا الأكثر أهمية والأولويات الفورية لسياسات الرعاية الصحية، كما شدد أغلب المتحدثون على أهمية وضع رؤى السياسات العامة من مختلف قطاعات الرعاية الصحية، واتخاذ القرارات التي تتماشى مع سياق أحدث التجارب العالمية في مجال تحول النظام الصحي. وقدمت خلال مؤتمر «احتضان المستقبل» استراتيجيات صحية معنية بالتأثير على التغييرات الحاصلة في السياسات والتي من شأنها تهيئة إنشاء بيئة نظم صحية مستدامة، مشددة على أهمية تسهيل الفرص للشراكات الاستراتيجية والتشغيلية والأكاديمية بين الأطراف المعنية، موصين بحشد الدعم لرؤية المملكة 2030 وخطتها التحويلية للرعاية الصحية في المملكة. بدوره، أشار مدير عام مجلس الصحة لدول مجلس التعاون سليمان الدخيل، إلى حرصهم على المشاركة في مثل هذه اللقاءات الدولية والإقليمية للالتقاء مع التجارب العالمية، والتنسيق وتعزيز التعاون مع المنظمات العربية والدولية العاملة في المجال الصحي، إضافة إلى تحديد مفاهيم القضايا الصحية والعلمية المختلفة والعمل على توحيدها وترتيب أولوياتها، وتبني تنفيذ البرامج المشتركة للدول الخليجية، وتقييم النظم والاستراتيجيات الحالية في مجال الرعاية الصحية ودعم التجارب الناجحة والاستفادة منها في الدول الأعضاء. وما يعطي ملتقى الصحة العالمي أهمية مشاركة عدد من الكيانات الحكومية، كالشركة الوطنية للشراء الموحد للأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية «نوبكو»، ومكتب الاتصال الألماني السعودي للشؤون الاقتصادية، ومجلس الضمان الصحي التعاوني، والهيئة العامة للاستثمار، ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ومجلس الصحة لدول مجلس التعاون، والجمعية السعودية للأشعة التداخلية، والجمعية السعودية لطب نقل الدم، والمركز السعودي لسلامة المرضى، والمجلس السعودي للجودة، والمركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية، والجمعية السعودية للتكنولوجيا الطبية الإشعاعية، والجمعية السعودية للكيمياء السريرية، والجمعية السعودية لأمراض الدم، والجمعية العلمية السعودية للهندسة الطبية، ومشاركة عدد من الدول الرئيسية المشاركة كالصين، وتركيا، وباكستان، وهولندا، وبريطانيا، والولايات المتحدةالأمريكية.