ما تزال أحداث البصرة وحرق القنصلية الإيرانية فيها وتواصل الاحتجاجات تثير القلق في العراق، في الوقت الذي احتجت فيه سفارة طهران لدى بغداد على حرق قنصليتها، فيما هاجم نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، أمس (السبت)، القوات الأمنية في محافظة البصرة، منتقدا أداءها خلال التظاهرات التي اجتاحت مدينة البصرة أخيراً. وقال المالكي إن «حركة الأجهزة الأمنية كانت متباطئة ومتعثرة ومنحت عصابات الحرق والتخريب كامل حرية الحركة واليوم ستتحرك لتطهر وكأنها التي أوقفت عصابات التخريب وجماعة الميلشيات المتمردة». من جهة أخرى، أعلن مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس إقالة قائد شرطة البصرة، وتعيين رشيد فليح قائدا جديدا لعمليات البصرة واللواء الركن جعفر البطاط مديراً لشرطة المحافظة، وإحالة الوحدات الأمنية المسؤولة عن حماية المؤسسات العراقية والقنصلية الإيرانية في البصرة، مرجعاً ذلك لعدم القيام بواجباتهم في توفير الحماية اللازمة. في الوقت ذاته، قال مسؤول في المطار إن 4 قذائف سقطت على مطار البصرة لكنها لم تعطل الرحلات الجوية القادمة والمغادرة من المدينة، ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم. وأعلنت الحكومة العراقية حالة تأهب قصوى في بغداد وحظر تجوال في البصرة. وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في محافظة البصرة بجنوب العراق إلى 12 شخصاً خلال أقل من أسبوع، بعدما أكدت وزارة الصحة العراقية، في بيان مقتل 3 أشخاص ليلاً، فيما أعلن بيان عسكري أمس فرض حظر التجوال في البصرة ابتداء من الرابعة عصراً. من جهة ثانية، استهدفت نيران الصواريخ مطار البصرة أمس (السبت) بعد ليلة من الاحتجاجات التي اتهمت النخبة السياسية في العراق بسوء الحكم، وشهدت إشعال المحتجين النار في القنصلية الإيرانية، واحتجاز 2 من العاملين في حقل نفطي رهينتين لفترة وجيزة. وقالت مصادر أمنية إن مجهولين أطلقوا 3 صواريخ من طراز كاتيوشا فسقطت في محيط المطار، ولم تسفر عن أضرار أو إصابات. وقال مسؤول في المطار إن العمليات لم تشهد أي تعطيل، مضيفا أن إقلاع وهبوط الطائرات مستمر كالمعتاد، فيما لم تُصب القنصلية الأمريكية في البصرة التي تقع بجوار المطار. ووقع الهجوم على مطار البصرة بعد فترة وجيزة من رفع حظر تجول فرض أمس، شمل سائر أنحاء المدينة، وبعد ساعات من إعادة فتح ميناء أم قصر الذي أغلق محتجون مدخله، ما أدى لتوقف جميع العمليات به.