في أحد مخيمات حجاج تركيا ومسلمي أوروبا، استوقفتنا قصة حاج كازاخستاني بملامح عربية، ويبدو من حركته أنه يخفي سراً خلف هذه «السحنة». اقتربنا منه لنتعرف أكثر على هذا الحاج، فبادرنا مبتسماً «أنا عتيبي من كازاخستان»، دهشة الاستغراب على وجوهنا دفعت به لدعوتنا إلى الجلوس كي يحدثنا عن تفاصيل حكايته. يستعيد الحاج معاذ العتيبي (47 عاما) شريط الذكريات في حديثه ل«عكاظ» بالقول إن مسقط رأسه يعود إلى الأردن، مضيفاً «غادرت بلادي في مطلع التسعينات لدراسة الطب في كازاخستان، إلا أن سهام الحب لم تخطئ قلبي، فتعلقت بفتاة (كازاخستانية)، وأصررت على أن أتوج عشقي لها بالزواج منها». في مدينة الأيام ال3 على مقربة من «مجر الكبش»، برهن الحب أنه يصنع المعجزات، ويستوطن القلوب بهدوء، لينتزع منها هاجس المستحيل، ويجبرها على مواجهة التحديات، كان طبيب الأسنان الكازاخستاني أحد أبطالها، إذ يواصل حديثه: إشترطت عائلة الفتاة أن أستوطن في كازاخستان وأن أعيش بينهم وإلا فلن يتم الزواج، لم أتردد وتواصلت مع عائلتي في الأردن محاولاً إقناعهم، إلا أنهم لم يتقبلوا الأمر، ومع محاولاتي المستمرة وإصراري المتزايد وافقوا، فتزوجتها، وأنجبت منها 3 أبناء، واستقررت في كازاخستان وأعمل الآن طبيب أسنان، ومعيدا في إحدى الجامعات.