أكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، أن من الإشارات التي أطلقها مشروع «التغويز وإنتاج الكهرباء» المشترك بين كلاً من أرامكو السعودية وشركة «إير بروداكتس» وشركة «أكواباور»، هو ثقة المستثمر في الاقتصاد السعودي وثقته في المملكة ورؤيتها «2030» وثقته بالأمن في منطقة قريبة من الحدود -الحد الجنوبي-. جاء ذلك خلال زيارة الفالح التفقدية اليوم (الأربعاء)، لمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، وذلك ضمن جولاته التفقدية للمنشآت الأساسية المتعلقة بمنظومة الطاقة والصناعة في مختلف مناطق المملكة، رافقه خلالها رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع عبدالله السعدان، ونائب وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية لشؤون الصناعة عبدالعزيز العبدالكريم، والرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية بالإنابة المهندس أحمد السعدي. وأكد الفالح أن المملكة قادرة على تهيئة كل السبل لنجاح هذا المشروع وغيره بمعايير عالمية ممتازة، معتبراً أن ما يحدث في مدينة جازان للصناعات الأساسية دليل آخر على أن مسيرة التنمية تتسارع وأن كل ما يقال عن التحديات التي تواجهها المملكة ليست سوى دعايات مغرضة من أطراف غير صادقة تتعمد نشر الأخبار السيئة، ولكن تظل المملكة هي الأفضل في منطقة الشرق الأوسط بل من أفضل البيئات الاستثمارية على مستوى العالم. وقال: رأينا سوق المال السعودي «تداول» يدخل في مؤشرات الأسواق النامية واحداً تلو الآخر وآخرها كان مؤشر «MSCI»للأسواق الناشئة، وكل هذه دلائل تثبت جاذبية المملكة للاستثمار، وهذا مقرون بسياسة مستقرة مالية واقتصادية وتنموية متوازنة توجه بها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده، ويعمل عليها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بشكل مستمر. وأضاف، أن قطاع الطاقة والصناعة يقوم بتنفيذ الجزء المنوط به باحترافية شوهدت اليوم في مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية التي ستكون ركيزة للتنمية في المملكة. وألمح إلى أن التنمية في المملكة دائماً مايكون الهدف الأساسي خلفها هو المواطن سواء عن طريق تقديم خدمات أو فرص استثمارية لرواد الأعمال والقطاع الخاص.. ولكن الأهم هو عن طريق تقديم فرص وظيفية لأبناء وبنات هذا الوطن. ووصف الفالح، مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، بأنها مشروع كبير وجبار بعدد الوظائف والأثر الاقتصادي على المنطقة والمملكة بشكل عام وأيضاً للمناطق المجاورة كاليمن الشقيق بعد أن يستتب فيه الأمن سيتفيد إن شاء الله من هذا المشروع الكبير وأيضاً شرق أفريقيا والقرن الأفريقي لأنه سيكون هناك استفادة كبيرة من الصناعات النوعية التي تستقطبها المدينة وتكاملها مع أسواق الدول المجاورة، لافتاً في هذا الصدد إلى أن قيمة المشروعات التي تضمها المدينة بلغت 85 مليار ريال سعودي وسوف تتجاوز المئة مليار. وأشار وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية إلى أن هناك مباحثات حثيثة مع الكثير من المستثمرين لجذبهم لهذه المدينة الصناعية العملاقة التي ستكرر قصص النجاح التي سبقت والمتمثلة في «أرامكو وما قام عليها من صناعات، والصناعات الأساسية في الجبيل وينبع، وإنشاء رأس الخير للصناعات التعدينية، ومدينة وعد الشمال وما قامت فيها من صناعات تعتمد على الفوسفات الموجودة في منطقة الحدود الشمالية، بالإضافة إلى الصناعات الأخرى كالإسمنت والحديد» وغيرها في من الصناعات في مناطق المملكة كافة. وأوضح أن مدينة جازان للصناعات والأساسية التحويلية ستكون ركيزة أساسية تساوي أي مدينة صناعية أخرى إن شاء الله على المدى المتوسط والبعيد، معرباً تفاؤله بما شاهده من تقدم في المشاريع ومن تعاضد بين شركة أرامكو السعودية والهيئة الملكية للجبيل وينبع والمستثمرين من القطاع الخاص. وشرح أن مشروع «التغويز وإنتاج الكهرباء» ينقسم إلى قسمين قسم يتضمن مصفاة تقليدية لتقطير الزيت ومعالجته إلى منتجات من «بنزين، وديزل، ووقود الطائرات، وكيروسين»، وأما القسم الثاني فهو تحويل القطران الثقيل النفط إلى غاز ومن ثم إلى كهرباء. وبين أن مشروع الكهرباء هو الأكبر حالياً على مستوى المملكة بطاقة «4000 ميقاوات» أو «4 قيقاوات»، مشيراً إلى أن هناك دولا ً مجاورة لاتستهلك هذا الكم من الكهرباء، وهو يكفي لدول أن يزود سكانها في المتوسط بالكهرباء بالكامل. وخلص وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية إلى أن معظم الطاقة الكهربائية ستستخدم داخل المدينة وقسم آخر يقدر بحوالي 2500 ميقاوات سيصدر إلى شبكة الكهرباء السعودية.