وضعت نتائج إعادة فرز الانتخابات البرلمانية العراق على صفيح ساخن، وسط انقسامات شيعية بين القوى السياسية وعدم تفاهمات بين القوى السنية ورفض كردي للنتائج وتهديد باللجوء إلى الشوارع في احتجاجات مماثلة لما تشهده محافظاتالجنوب. وعلمت «عكاظ» من مصادر موثوقة أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رئيس تحالف «النصر» قلب الطاولة على تفاهمات تمهيدية لتحالفه مع رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي والأمين العام لمنظمة بدر رئيس ائتلاف «الفتح» هادي العامري، بإعلانه التوصل لاتفاق على بنود تمثل الخطوط العامة لتشكيل الكتلة الأكبر مع تحالف «سائرون» المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وتحالف «الحكمة» بزعامة عمار الحكيم وائتلاف «الوطنية» بزعامة نائب إياد علاوي. ولفتت المصادر إلى أن العبادي لم يقلب الطاولة على أنصار الملالي فحسب بل أعلن أنه سيلتزم بالعقوبات الأمريكية على طهران إن حظي بولاية ثانية في رئاسة الحكومة. ولم تستبعد الإعلان عن هذا الاتفاق خلال الساعات القليلة القادمة. وفي تطورات المشهد العراقي المفاجئة ابتعد العبادي بطريقة دراماتيكية عن حلفاء الأمس نوري المالكي وهادي العامري وعاد للاقتراب من زعيم التيار الصدري بعد أن بقي مسيطرا على نتائج الانتخابات بعد إعادة الفرز، في خطوة وصفت بأنها «تكتيك سياسي». وشكل ابتعاد العبادي عن تحالف المالكي والعامري صدمة لائتلاف دولة القانون، ما أعاد خلط الأوراق الشيعية مجددا رغم أن العبادي أراد لهذا الابتعاد أن يكون ناعما، غير أن ما نقل عن رئيس ائتلاف دولة القانون تهديده لرئيس الوزراء بأنه لن يحصل على ولاية ثانية مهما كان شكل التحالف الذي سينخرط فيه. وقد ألقى الصراع الشيعي بمخاوف عدة على التحالفات السنية التي اعتبرت هذا الصراع عودة إلى المحاصصة الطائفية التي تعني استمرار الفشل، إذ إن بعض الكتل تريد عودة المحاصصة من أجل مصالحها وليس من مصالح العراق، بحسب القيادي في اتحاد القوى السنية النائب السابق كامل الغريري، الذي كشف أيضا أن القوى السنية لم تصل إلى تفاهمات بينها حتى الآن. من جهة أخرى، كشفت الجبهة التركمانية عن مظاهرات ستشهدها كركوك خلال الأيام القليلة القادمة أسوة باحتجاجات جنوبالعراق. وقال عضو الدائرة السياسية للجبهة التركمانية ماردين تحسين في بيان أمس: نخطط لتقديم طلب للحكومة والخروج بمظاهرات واسعة لتعريف العالم بمدى التزوير الذي حصل في نتائج انتخابات كركوك، مضيفا أنه إذا تم الرفض فهذا يعني أن الحكومة تكيل بمكيالين. ولفت إلى أن الجبهة التركمانية لم يكن هدفها الحصول على مقعد إضافي بعد اعتراضها على النتائج الأخيرة بل تعريف العالم بالتزوير الذي حدث في صناديق الاقتراع وخصوصا التي تم نقلها إلى السليمانية، مؤكدا أن لديهم أدلة ووثائق تثبت حالات التزوير، واعتبر استقالة مدير مكتب كركوك لمفوضية الانتخابات خير دليل.