لم تكف 4 عقود من الزمن، في إنهاء معاناة سكان مخططي التنعيم 3و4 (شمال العاصمة المقدسة) مع حرمانهم من مدخل رئيسي يدلفون منه إلى منازلهم مباشرة، فظلوا طيلة هذه السنين، يقطعون مسافات طويلة والالتفاف على الطرق لبلوغ مساكنهم، ما يكبدهم كثيرا من الجهد والوقت. وحين ظهرت انفراجة بسيطة، بوضع الأمانة حلا مؤقتا للحي بفتح عبارة في طريق مكة - المدينة السريع، لم تستمر طويلا، بعد أن أغلقت بسبب أعمال مشروع الدائري الرابع، فعاد السكان للمربع الأول من المعاناة. ومازال السكان يتمسكون بكثير من الأمل في أن تتحرك أمانة العاصمة المقدسة، وتنشئ مدخلا رسميا ينهي معاناتهم المتفاقمة في التنعيم، الذي فقد كثيرا من قيمته العقارية بسبب حرمانه من المدخل، إذ بات كثيرون يرفضون السكن، هربا من المعاناة والمشقة فيه. ورأى عادل الصبحي أن معاناة مخططي التنعيم 3 و4 تختلف كثيرا عما تشكو منه الأحياء الأخرى، وذلك في عدم وجود مدخل رئيسي لهما، مشيرا إلى أنه يتكبد مع جيرانه معاناة الدوران والالتفاف من أجل الوصول إلى منازلهم. وذكر أن هذه المعاناة توارثتها الأجيال في التنعيم منذ نحو أربعة عقود، ملمحا إلى أن مطالبهم المتكررة للجهات المختصة طيلة هذه السنين، بإيجاد مدخل رئيسي للحي لم تجد نفعا. وأفاد بأن عدم وجود مدخل رئيسي للحي جعل كثيرا من الناس يبتعدون عن المخططين، ويفضلون السكن في الأحياء المجاورة، ما كبد كثيرا من أصحاب العقارات في التنعيم 3 و4 خسائر فادحة. وطالب الصبحي الجهات ذات العلاقة بالتحرك وإيجاد حل لمشكلة مدخل الحي، مبينا أن السكان وصلوا إلى مرحلة يأس من أن تتحرك أمانة العاصمة المقدسة، في معالجة المشكلة التي تتفاقم يوما بعد آخر منذ ما يزيد على 40 عاما. ووصف محمد سليم مشكلة عدم وجود مدخل رئيسي في مخططي التنعيم 3 و4 ب«المزمنة»، المستعصية على الحل. وقال سليم: «وضعت الأمانة حلا مؤقتا لمشكلتنا، من خلال فتح عبارة بطريق مكة - المدينة السريع، وكانت تفي بالغرض، وشعرنا ببعض الرضا، ولكن للأسف أغلقت العبارة بعد ذلك بسبب أعمال مشروع الدائري الرابع، وعدنا للمعاناة من جديد»، مشيرا إلى أن الشركة المنفذة لم تضع أي اعتبار لسكان الحي، «فهي لم تفتح مدخلا للحي، ولو مؤقتا بدلا من مدخل العبارة الذي أغلقته». وشدد سليم على أهمية إيجاد حل جذري وعاجل لمشكلتهم التي يرى كثير من قاطني الحي بأنها باتت مستعصية على الحل، مستغربا إنشاء مخطط بلا مدخل. وقال: «لو فرضنا أن المخطط أنشئ قبل 4 عقود، بلا مدخل، فلا يوجد أي مانع من تصحيح هذا الخطأ، وتأسيس مدخل نموذجي له، وإنهاء معاناة السكان»، مشيرا إلى أن افتقاد التنعيم إلى المدخل، أفقده كثيرا من قيمته العقارية، وبات كثير من الناس يتفادون السكن فيه، هربا من المعاناة، والمسافة الطويلة التي يقطعونها لبلوغ مساكنهم. واستاء بندر الرحيلي من حرمان مخططي التنعيم من مدخل رئيسي معتمد طيلة هذه السنين، مشيرا إلى أن الدائري الرابع، المشروع الحيوي الذي يربط أحياء العاصمة المقدسة بعضها ببعض، وأسهم في تحرير الحركة المرورية، أغلق مدخلا كان بمثابة متنفس للأهالي حيث كان الجميع يستخدمه للدخول إلى المخططات بما في ذلك هواة الرياضة الذين يترددون على ممشى التنعيم الرئيسي بشمال مكة. وأوضح أنه منذ أغلق المدخل تقلص أعداد الذين يترددون على الممشى، وعادت معاناة الحي في استخدام المداخل الفرعية الضيقة أو الالتفاف على الشوارع حتى يصلوا إلى الحي، مناشدا الجهات ذات العلاقة، بإيجاد حلول لهم وإنهاء معاناة أربعة عقود من الزمن.