كشف الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن معمر، عن إنشاء أول شبكة بين أكثر من 18 كلية دينية إسلامية ومسيحية في الشرق الأوسط لتدريس الحوار بين أتباع الأديان ضمن مناهجها، مشددًا على ضرورة التعليم والحوار لضمان الاحترام المشترك، ومشيراً إلى أن المركز، يبدي تركيزًا خاصًا على التدريب في وسائل التواصل الاجتماعي للشباب، كونهم أكثر الفئات تعرُّضًا للتأثير من خطابات الكراهية والتطرّف، ويمنح التدريب للشباب مجالاً واسعًا لتعزيز التعايش عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي؛ تعزيزًا لأدوارهم في بناء السلام والتعايش. جاء ذلك خلال مشاركته في فعاليات المؤتمر العالمي حول (الأديان والمعتقدات وأنظمة القيم الأخرى: تضافر الجهود من أجل تعزيز دور الحوار العالمي في مجالات حقوق الإنسان والمواطنة المشتركة)، الذي عقد بمقر منظمة الأممالمتحدة في جنيف، بهدف تعزيز التفاهم والتسامح المتبادلين، فضلًا عن الشروع في تنظيم حوار منتظم من أجل حوار فعال وعملي لمكافحة الكراهية والعنف وترسيخ العيش والمواطنة المشتركة، وذلك بدعم من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الذي خاطب المؤتمر في حفل الافتتاح عن طريق الفيديو، وبرعاية مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي، بمشاركة وحضور عدد كبير من القيادات الدينية وصانعي السياسات والأكاديميين. وقال بن معمر في كلمته إن هذا المؤتمر، دليل على التضامن العالمي بين القيادات والمؤسسات الدينية وصانعي السياسات؛ لبناء الثقة بين أتباع الأديان والثقافات، الذي يجب تحويله إلى عمل مؤسّسي، ملموس؛ لتعزيز حقوق الإنسان تحت مظلة المواطنة المشتركة والعيش المشترك، مؤكدًا أهمية تطبيق مبادرات عملية تسهم في مساندة صانعي السياسات وتحقيق الأمن والسلام للجميع، لافتا إلى أن المؤتمر، يشكّل فرصة كبرى، لحماية حقوق المواطنة لأولئك الذين يواجهون التعصب والتطرف، والمحرومين من حقوقهم، في ظل تصاعد التطرف باسم الدين واسم الأيدولوجيا السياسية، مشيرًا إلى أهمية صيانة حقوق العيش والمواطنة المشتركة وفي مقدمتها المجموعات الدينية أو العرقية الذين هجَّرتهم الحروب والعنف، وشدد على أن المواطنة مبنية على قيم مشتركة بين جميع أتباع الأديان، الذين يتشاركون في الأهداف، والقيم نفسها. وأشاد بجهود المركز العالمي للحوار في فيينا، القائمة على بناء شراكات مع الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي في هدف مشترك لتحقيق حقوق المواطنة المشتركة، مؤكّدًا دومًا في فعالياته، وتطبيقاته على قيم التعايش واحترام التنوع في ظل المواطنة المشتركة على أن الدين، قوة فاعلة لتعزيز ثقافة الحوار والتعاون لتحقيق الخير للبشرية، وأهمية شبكة العلاقات التي أسسها المركز خلال الخمس سنوات الماضية مع الأفراد والمؤسسات الدينية في جميع المجتمعات.