كُتبت حياة جديدة لثلاثة أطفال (بنتان وولد) بعد وفاة والدهم ووالدتهم وشقيقتين احتراقا في قرية الصرح بالمراحبة شمال شرق القنفذة فجر أمس (الأحد). وعاشت القرية حالة من الحزن والأسى في ثالث أيام العيد وهي تستيقظ على وقع المأساة الحزينة التي أحالت القرية التي تبعد عن القنفذة نحو 25 كيلومترا إلى مأتم كبير. وأبلغ المتحدث باسم الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة العقيد سعيد سرحان أن 3 أطفال تصادف وجودهم خارج المنزل نجوا من الحريق. وأوضح أن الدفاع المدني في القنفذة تلقى بلاغا عن حريق في منزل بقرية الصرح، وفي الحال تم تحريك فرق إطفاء وإنقاذ إلى الموقع وعند الوصول كانت سحب الدخان الكثيفة تملأ وتغطي أرجاء المنزل المكون من دور واحد، وبدأت فرق الإطفاء والإنقاذ مهماتها فورا في إخماد النيران المندلعة في مجلس بمدخل المنزل. وبالتزامن مع عمليات التعامل مع النيران وإطفائها اقتحمت فرقة من المنقذين الأدخنة واللهب بحثا عن ناجين محتجزين وسط الدخان وألسنة اللهب في الغرف الداخلية. وأضاف المتحدث في الدفاع المدني أن فرق الإنقاذ عثرت على طفلة (11 عاما) ملقاة على الأرض وقد فارقت الحياة متأثرة بالاختناق في ممر بمدخل المجلس، وقريبا منها في مدخل غرفة طفلة أخرى (12 عاما) ملقاة على الأرض ومتأثرة بحالة اختناق فارقت على إثرها الحياة. وواصلت فرق الإنقاذ بحثها عن ناجين وسط النيران، وعثرت على الأب (39 عاما) والأم (35 عاما) ملقيين على الأرض قرب غرفتهما ومتأثرين بحالة اختناق شديدة توفيا على إثرها. وأضاف المتحدث باسم الدفاع المدني أن 3 من أفراد الأسرة نجوا من الحادثة (طفلان وطفلة) كانوا خارج المنزل لحظة اندلاع الحريق. وأكد أن عمليات التحقيق قائمة وتم استدعاء رجال الأدلة الجنائية، فيما تم نقل أفراد الأسرة الأربعة المتوفين إلى المستشفى. وقال المعلم بمدرسة ابن القيم المتوسطة والثانوية بعاجة سالم المرحبي ل«عكاظ» إن الحريق اشتعل في منزل أقاربه بعد صلاة الفجر، وفي أقل من ربع ساعة قضت النيران على الأسرة. وطبقا لأحمد المرحبي (أحد جيران الأسرة المنكوبة) فإن الحريق اشتعل في إحدى الغرف، وأن الوفاة حدثت بسبب الاختناق من كثافة الدخان. وأوضح أن الأسرة تقطن في الرياض، ووصلوا الديرة لقضاء إجازة العيد وحدث الحريق بعد عودتهم من حفل زفاف. وأضاف أن والدة رب الأسرة سمعته يقول أثناء الحريق «يا أبو الشواحن» ما يلمح إلى أن الحريق اندلع بسبب خلل في شاحن الهاتف.