«تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» هو الوريد الحقيقي بين الأشقاء العرب، الذي يطبقه واقعياً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كثير من المواقف، آخرها فزعته ل«النشامى» لإخراج الأردن من أزمته الاقتصادية. فعندما قررت السعودية ومعها الإمارات والكويت عقد اجتماع عاجل للوقوف إلى جانب جارتها الأردن، «لم يكن رياء» أو «إجباراً» بل يمثل السياسة الحكيمة التي تنتهجها الحكومة السعودية منذ مؤسسها الراحل الملك عبدالعزيز في التماس أحوال جيرانها وتقديم الدعم لهم والشواهد على هذه الأحداث كثيرة. ولم يكن مستغرباً أن يتمخض هذا الاجتماع «الأخوي» عن تقديم مساعدات يصل إجمالي مبالغها إلى 2.5 مليار دولار أمريكي، تتمثل في وديعة بالبنك المركزي الأردني، وضمانات للبنك الدولي لمصلحة الأردن، ودعم سنوي لميزانية الحكومة الأردنية لمدة 5 سنوات، وتمويل من صناديق التنمية لمشاريع إنمائية. بدوره غرد الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على حسابه في «تويتر» قائلاً: «نقدر عاليا الموقف المشرف للأشقاء في المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات، وعلى رأسها المبادرة الطيبة من أخي الملك سلمان بن عبدالعزيز تجاه وطننا في ظل التحديات التي تواجهه، اجتماع مكةالمكرمة هو تجسيد حقيقي للإخاء والتضامن العربي، حفظ الله الأمة العربية وحفظ الأردن العزيز». ولن تنتهي مبادرات «مملكة الخير» فهي مستمرة على نهجها لإطفاء «حرائق المنطقة» خصوصاً في ما يتعلق بأزمات الدول العربية والإسلامية، في وقت لم تتوقف أيضاً عن قفزاتها الكبيرة لتنمية البلد وتحويله إلى بلد منتج وصلب على كافة الأصعدة. ويبقى شعار المملكة العربية السعودية «السيفان والنخلة» سر تميزها، إذ يرمز «السيفان» للقوة والمنعة والتضحية، أما «النخلة» فترمز للحيوية والنماء والرخاء، ولا مزايدة في ذلك، فالمملكة «أشهر من نار على علم».