أكد مدير إدارة مكافحة التسول بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية منصور آل مسفوه ل«عكاظ» أن إجمالي عدد المتسولين السعوديين الذين تمت استضافتهم بمكاتب المكافحة بلغ 1587 حالة، خلال النصف الأول من العام الحالي 1439. وبين أنه في حال القبض على أي متسول سعودي من قبل اللجنة الأمنية، تتم استضافته في المكتب، ودراسة حالته الاجتماعية للتأكد من مدى حاجته للمساعدة وتقديم كافة الاحتياجات الضرورية واللازمة له، والتي تضمن عدم عودته للتسول مرة أخرى. وأوضح أن هناك 6 إجراءات تتخذ تجاه المتسولين السعوديين وفق تصنيفاتهم، أولا في حال تم القبض على المتسول للمرة الأولى، يتم أخذ تعهد عليه ويخرج بكفالة، ثانيا ذوو العاهات والعجزة يحالون مباشرة لدور الرعاية الاجتماعية، ثالثا القادرون على العمل يؤخذ عليهم تعهد ويحالون إلى صندوق تنمية الموارد البشرية «هدف» لإيجاد عمل لهم، رابعا الأحداث الأيتام ممن تنطبق عليهم لوائح دور التربية فيحالون إليها، خامسا الأطفال ذوو الأسر يسلمون لذويهم ويؤخذ تعهد على ذويهم بعدم ممارسة ذلك، سادسا من يثبت حاجته للمساعدة فيحال للضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية. ولفت آل مسفوه إلى أن هناك خدمات ومساعدات للمتسولين السعوديين لضمان عدم عودتهم للتسول مرة أخرى، مشيرا إلى أن الظاهرة تنشط خلال شهر رمضان المبارك لاستغلال عطف المواطن الذي دائماً جبل على حب الخير ومساعدة الآخرين وإنفاق الصدقات والزكوات خلال هذا الشهر الكريم. وشدد على سعي الوزارة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة ك(وزارة الداخلية، الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وزارة الإعلام) للحد من هذه الظاهرة، معتبرا دور المواطن بارزا في مكافحة هذه الظاهرة التي تشكل خطراً حقيقياً على المجتمع السعودي، مبينا أنه ينبغي على الفرد اختيار الطرق الصحيحة وعبر القنوات الرسمية عند إيصال الصدقة والزكاة وعدم التعاطف مع المتسولين ودفع ما تجود به النفس إلى الجهات المتخصصة مثل الجمعيات الخيرية لتقوم بدورها بإيصالها إلى مستحقيها، بالإضافة إلى الإبلاغ عن أماكن وجود المتسولين. رواد مجمعات: نحتاج حلولا مبتكرة طالب عدد من رواد المجمعات التجارية، الجهات المختصة بتفعيل دور مكافحة التسول، التي تتحول لظاهرة هذه الأيام، إذ تعج الطرق والشوارع وأمام المساجد بالعشرات الذين يستغلون روحانية شهر رمضان المبارك، لاستدرار عطف المواطنين. وفيما أكدت هند محمد ل«عكاظ» أن الظاهرة تحتاج لإعادة تفعيل المكافحة بشكل بارز، حددت أميرة الغامدي أسباب انتشار ظاهرة التسول إلى عوامل عدة أبرزها الناحية الاجتماعية والحاجة، إضافة إلى انعدام التربية وضعف الوازع الديني، مشيرة إلى أن أكثر المتسولين هم مخالفون لأنظمة العمل والإقامة. وذكرت نورة إبراهيم أنها وصديقتها تعرضتا أكثر من مرة للسرقة من متسولة في أحد المراكز التجارية بمدينة الرياض في شهر رمضان، وقالت للأسف لديهم طرق غريبة للتسول واستعطاف الناس، ويجب مكافحتهم. وترى الأخصائية الاجتماعية والمدربة المعتمدة أميرة الفرج ل«عكاظ» أنه لن يتم القضاء على هذه الظاهرة إلا بحلول مبتكرة وقطعية، تناسب المتسولين وتغطي احتياجهم، لافتة إلى أن بعض المتسولين للأسف لايريد الاكتفاء بل الزيادة والطمع، وتضعف الحلول لهذا الأمر.