في خضم السباق الرمضاني المحتدم، يبرز الوجه الإعلامي علي العلياني بصفته أحد أكثر المحاورين نجاحا في الثلث الأول من رمضان، إذ نجح عبر برنامجه «مجموعة إنسان» في التربع على عرش البرامج الحوارية دون مزاحمة حقيقية من أحد، ليس لقوة المحطة التي تعرض البرنامج وشعبيتها على المستوى العربي، بل لنوعية الضيوف والأسئلة المطروحة عليهم التي كانت الأكثر حضورا على «ترند تويتر» وضمن الأعلى في نسب المشاهدة. وعلى أن الشكوك طالت قدرته على الخروج من دائرة التكرار بإصراره على تقديم جزء ثانٍ من البرنامج، إلا أنه وبالنسق ذاته تمكن من القفز فوق ذلك، بحسب متابعين ووفق ردود الفعل وحجم التفاعل مع الحلقات، ونجح في تقديم محتوى أثار الجدل استنطق عبره أسماء ظلت صامتة لسنوات، وأخرى توارت عن المشهد، وثالثة عادت بقوة لتثير الجدل بأطروحاتها المثيرة. علي العلياني المذيع السعودي الذي سبر أغوار التلفزيون واقتحم دهاليز الصحافة المرئية، تسلح بخبرته من عمله في الصحافة السعودية والعربية سابقا ودرايته بالتفاصيل الدقيقة لما يجري في الميدان، لمواجهة ضيوفه بمكاشفات أنيقة ورشيقة استفز فيها ضيوفه واستنطقهم دون أن يشعرهم بذلك. 10 حلقات مضت من البرنامج وما زال وحيدا في الساحة يغرد خارج السرب، تمكن خلالها من طي صفحة خلاف حين جمع سيدتي الأغنية الخليجية أحلام ونوال في حوار مثير أعاد فيه المياه لمجاريها وأغلق الدفاتر القديمة وحقق ما عجز عنه آخرون، فخرج بصلح تاريخي يجير إلى مهنيته. وكان حواره مع الإعلامي القدير عثمان العمير مثيرا ونوعيا وبمثابة اختبار فراسة صحفية وحنكة إعلامية أمام قامة بحجمه ومكانته، نجح فيه في إضفاء شهادة أخرى بعد أن حاوره واستطاع الخروج بعناوين عريضة وتفاصيل مهمة لحياته التي بدأت في الزلفي ورحلته الإعلامية، ثم هجرته بالصحافة العربية إلى لندن، والخوض في عمق حياته ورؤاه المثيرة والجريئة. كان حوار العمير قويا يتماس إلى حد ما مع بداية سلسلة العلياني هذا العام، حين حاور عبدالله بن بخيت الذي كان هو الآخر مثريا للبرنامج بأطروحاته القوية، إذ تمكن العلياني من السفر به خلالها على جناحي الجرأة والمكاشفة. فضلا عن تفكيكه غموض علاقة الفنانة السعودية الشابة داليا وزوجها الأمريكي، وإخراجه الفنانة السعودية ريم عبدالله من محيطها الخاص، وتطرقه لأسرار حقيقة اسمها وحياتها الفنية والخاصة على نحو غير مسبوق. خلال الثلث الأول غرد العلياني خارج سرب البرامج الحوارية بحسب ترند «تويتر»، فهل يواصل تفوقه فيما تبقى من الشهر.