عندما يغيّر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان موازين القوى بالمنطقة في وقت قياسي، ويتحدى الظروف الجيوسياسية، التي كانت بعض قوى الشر تعتقد أنها ستستثمرها في إطالة أمد الأزمات والحروب والصراعات، بحكمته وحنكته وشجاعته، وبتحالفاته مع الأصدقاء في العالم، فلا أحد يتوقع أن يكون الأمير الشاب في مأمن من الحملات المشبوهة، التي تشنها قوى قلّم أظافرها، وأنهى وجودها، وكشف مؤامراتها ومخططاتها، بل نجح في إقناع شعوب العالم، بما لديه من أدلة وقرائن، بأن ينظروا إلى نظامي «الملالي» و«الحمدين»، وأحزاب الإرهاب في لبنان واليمن تحديدا على أنهم شياطين لم يعد التعامل معهم يخدم قضايا الأمتين العربية والإسلامية، ولا بد من الوقوف في وجه أعمالهم الإرهابية لتعيش شعوب العالم في أمن وأمان. ما حققه الأمير محمد بن سلمان عن طريق «السعودية الجديدة»، كان بمثابة الصفعة القاسية والمفاجئة على وجه كل حاقد، لا يتمنى الخير للمملكة والمنطقة، خصوصا من أغاظتهم السياسة الجديدة للمملكة، التي تعتمد على المراقبة الدقيقة لكل ملفات المنطقة، ما يعكس قراءة موازين القوى، وتقرير ما يجب اتخاذه عاجلا، وما يمكن تأجيله، وبما يحقق مصالح الوطن والمواطن، وما يعالج القضايا الجوهرية في المنطقة. لم يكن طريق ولي العهد إلى القاهرة وواشنطن ولندن وباريس مفروشا بالورود، وإنما حاولت كثير من القوى في المنطقة التشويش عليها وإفشالها قبل أن تبدأ، ووصلت المؤامرات الدنيئة من طهران والدوحة وبيروت ومرتزقتهم إلى محاولة افتعال مواجهات في بعض هذه العواصم، إلا أن ابن سلمان وبما يملك من إرادة قوية، ورؤى منطقية، وتوجهات إنسانية عادلة مضى في زياراته التي جاءت مخرجاتها بمثابة الصواريخ الموجهة إلى طهران والدوحة وبيروت وصنعاء، لتصيب هذه الأنظمة والأحزاب في مقتل، وتجعلها تترنح وهي تبحث عن مخرج من أزمات إرهابها وتدخلاتها وعربدتها التي أضرت بأمن واستقرار المنطقة. وإذا كان هناك من ينظر إلى أن سياسة المملكة قد عرّضت ابن سلمان لحملات مشبوهة من الإرهابيين، فإنه يحسب له أيضا الانفتاح في الداخل وتمكين المرأة والشباب، ومكافحة التطرّف، وإصلاح الاقتصاد في إطار الرؤية الجديدة، والتكريس الحقيقي للاعتدال والتسامح والتعايش، وهذا ما زاد أيضا من حقد «الشواذ»، الذين ما زالوا يبحثون عن بؤر يبثون سمومهم من خلالها. سيبقى محمد بن سلمان الذي عرف وبشهادة رؤساء دول، ووسائل إعلام عالمية، بأنه صاحب القرارات الجريئة والمهمات الصعبة، والرؤى الاقتصادية النوعية، رقما عالميا صعبا، ليس لأنه ولي عهد دولة أصبحت ذات ثقل عالمي، ولاعبا رئيسيا في إيجاد الحلول لمختلف القضايا المثارة، وليس لأنه جعل من الرياض قبلة للساسة الراغبين في المصالحات، وتجاوز الكوارث والصراعات، ولكن لأنه نجح وفي خلال فترة قصيرة جدا أن يغيّر خريطة المنطقة، وأن يعيد التوازنات، وأن يحجّم الواهمين بأنهم أقوياء، بل يكشفهم على حقيقتهم، فتمنوا لو أنهم لم يفعلوا ولم يتآمروا ولم يخططوا، ولكن بعد فوات الأوان، وبعد أن سقطوا في شر أعمالهم. من يقودون حملات التشويه ضد محمد بن سلمان يموتون في اليوم ألف مرة، وهم يتابعون النقلات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، التي تحققها المملكة، إضافة إلى الإصلاحات الداخلية التي تتوجها اللحمة الوطنية، والعلاقة الاستثنائية بين القيادة والشعب، فيما هم يعانون العزلة، والتفكك الداخلي، والانهيارات الاقتصادية، وقبل كل هذا أنهم أصبحوا منبوذين لا أصدقاء لهم ولا أحباب إلا جهابذة الإرهاب.