تشير دراسة حديثة إلى أن الآباء قد يوفقون بدرجة أكبر في المهمة الصعبة، الخاصة بإقناع أبنائهم بالتخلي عن استخدام هواتفهم أثناء القيادة إذا عرضوا عليهم حوافز مالية. وفحص الباحثون بيانات لمسح أجري عبر الإنترنت شمل 152 مراهقاً، لديهم هواتف ذكية واعترفوا بكتابة الرسائل النصية أثناء القيادة. واعترف المراهقون بأن تلك العادة خطيرة وقال 90% منهم إنهم على استعداد للتخلي عن قراءة الرسائل وهم يقودون، فيما قال 95% إنهم قد يفكرون في عدم كتابة رسائل نصية، وقال 99% إنهم قد يتخلون عن الاطلاع على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء القيادة. وكانت الفكرة التي قد تلزم الكثيرين بالوفاء بهذه الوعود ليست تهديدات الآباء بحرمانهم من القيادة، لكنها كانت الوعود بتقديم مكافآت مالية. وكانت حتى خمسة دولارات كافية لإحداث فرق. ويقول كبير الباحثين في الدراسة إم.كيت ديلجادو من كلية بيرلمان للطب في جامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا «لن يفلح الأمر إذا أخبرت المراهق أن يتوقف عن كتابة الرسائل النصية أثناء القيادة، فحسب خاصة بالنسبة لمن يفعلون ذلك كثيرا». وكان كل من شملتهم الدراسة من المراهقين الذين تبلغ أعمارهم 16 أو 17 عاماً، وخبرتهم في القيادة محدودة ومرتبطين جدا بهواتفهم الذكية. وكان استعدادهم للتفكير في التخلي عن كتابة الرسائل في السيارة أعلى من استعدادهم لتقبل فكرة القيادة دون مساعدة تطبيقات تحديد المسار على هواتفهم وتطبيقات الأغنيات والموسيقى للترفيه. وقالت نسبة تبلغ 59% فقط إنهم قد يتخلون عن استخدام تطبيق (قوقل مابس)، والتطبيقات المشابهة لتحديد المسارات والمواقع، فيما قال 43% فقط إنهم قد يتخلون عن استخدام هواتفهم كصندوق موسيقي. وكانت طريقة المكافأة المالية التي بدا أنها ستفلح أكثر من غيرها هي المكافآت الفردية، إذ قال ثلاثة من كل أربعة مراهقين إنهم سيقللون من كتابة الرسائل إذا أكسبهم ذلك خمسة دولارات نقداً، أو بطاقات هدايا كل أسبوع حال تجنبهم لتلك العادة. أما وضع 250 دولارا في حسابهم وخسارة خمسة دولارات منه في كل أسبوع، يستخدمون فيه الهواتف أثناء القيادة، لم ترق إلا لنسبة 63% من المشاركين. وكان أكثر قليلا من نصف المراهقين المشاركين في الدراسة على استعداد للتفكير في التخلي عن كتابة الرسائل النصية أثناء القيادة، هم ومجموعة من أصدقائهم واقتسام جائزة مالية قيمتها 1000 دولار بنهاية العام. ونحو نصفهم أيضا قد يتوقفون إذا حصلوا على 250 دولارا من التخفيض على أقساط تأمينهم السنوية. لكن الباحثين أشاروا في الدراسة التي نشرت في دورية (ترافيك إنجري بريفنشن)، إلى أن أقل من واحد من بين كل خمسة قالوا إنهم قد يتوقفون عن تلك العادة، لأن والديهم أبدوا فقط قلقهم منها.