وصل مشوار المدرب الفرنسي ارسين فينغر مع فريقه أرسنال الإنكليزي إلى نهايته، بعدما أعلن في بيان نشره النادي على موقعه الإلكتروني الجمعة انه سيغادر الفريق اللندني في نهاية الموسم الحالي بعد 22 عاما من تسلمه مهمته. وقال فينغر "بعد دراسة متأنية ومفاوضات مع النادي، أشعر بأن الوقت مناسب للتخلي عن منصبي في نهاية الموسم". وتابع "أنا ممتن لأنه كان لي شرف خدمة النادي لسنوات عديدة لا تنسى". وفاز فينغر (68 عاما) بثلاثة ألقاب في الدوري الإنكليزي الممتاز، وقاد أرسنال إلى التتويج موسم 2003-2004 بدون خسارة أي مباراة، كما فاز بكاس إنكلترا سبع مرات. وتعرض المدرب الفرنسي لضغوط متزايدة للتنحي عن منصبه في الأعوام الأخيرة وتعالت أصوات مشجعي النادي التي طالبت برحيله بعدما فشل في الفوز بلقب الدوري منذ 14 عاما، كما انعدمت آماله تقريبا بالتأهل إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا للموسم الثاني على التوالي. وتتعلق آمال أرسنال بالتأهل إلى المسابقة الأوروبية الموسم القادم بالفوز بمسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) حيث وصل فريق «المدفعجية» إلى الدور نصف النهائي لملاقاة أتلتيكو مدريد الإسباني. وتقام مباراة الذهاب في 27 نيسان/ أبريل والإياب في 4 مايو. وتابع فينغر قائلا «أحث الجماهير للوقوف خلف الفريق لإنهاء الموسم على أعلى المستويات» و"إلى جميع عشاق أرسنال اهتموا بقيم النادي. حبي ودعمي للأبد". وأشاد الأمريكي ستان كرونكي الذي استحوذ على أكثرية الأسهم في النادي اللندني عام 2011 بالمدرب فينغر واصفا إياه برجل "من طبقة لا نظير لها". وتابع "أرسين (فينغر) لديه مستوى لا نظير له وسنظل ممتنين له. كل من يحب أرسنال وكل من يحب كرة القدم مدين له بالامتنان". وأشار إلى أنه "واحد من اصعب الأيام التي مررنا بها في جميع أعوامنا الرياضية. أحد الأسباب الرئيسية لمشاركتنا مع أرسنال كان بسبب ما قدمه فينغر للنادي داخل وخارج الملعب. استمراريته واستقراره على مثل هذه الفترة الطويلة على أعلى المستويات من اللعبة (كرة القدم) لن يتم مطابقتها ابدآ". وأضاف نادي أرسنال أنه سيتم إيجاد البديل لفينغر ب "أسرع وقت ممكن". وتولى فينغر مهمة تدريب الفريق في أكتوبر 1996، وبسرعة أحدث ثورة في الكرة الانكليزية بفرضه على اللاعبين اتباع نظام غذائي محدد. وسرعان ما بدأت النتائج بالظهور داخل المستطيل الأخضر، ففاز رجال فينغر بلقب الدوري موسم 1997-1998 على حساب مانشستر يونايتد وأعاد الكرّة بعد أربع سنوات. وحقق فينغر أعظم إنجاز في تاريخ النادي اللندني موسم 2003-2004 مع التشكيلة التي «لا تقهر» ولم يحصل الفريق على مديح الجميع بفضل الفوز فقط، بل أمتع الجماهير بفضل لعبه الهجومي. ولم يكن فينغر قادرا على قيادة أرسنال للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا على الرغم من تأهله لخوض غمار هذه المسابقة خلال 20 عاما على التوالي. وكاد الفريق أن يحقق الحلم عندما وصل إلى نهائي عام 2006 ولكنه اصطدم بفريق برشلونة الإسباني وخسر 1-2. ذلك العام كان أيضا العام الأخير لفريق أرسنال على ملعبه في «هايبري» قبل الوعد بأن الانتقال إلى ملعب «الإمارات» الذي يتسع ل 60 ألف متفرج، سيسمح للنادي بالمنافسة مع أكبر لأندية التي تنفق المال في إنكلترا وفي القارة الأوروبية، ولكن هذه الوعود لم تتحقق. وبدلاً من ذلك، تعرض فينغر لانتقادات شديدة بسبب عدم رغبته في إنفاق الأموال اللازمة لمواكبة نمو الإيرادات التلفزيونية التي ساهمت في إشعال فتيل سباق التعاقد مع أبرز اللاعبين للفوز بالألقاب. وباع أرسنال العديد من نجومه مثل الفرنسي تييري هنري والإسباني سيسك فابريغاس والهولندي روبن فان بيرسي خلال السنوات الأولى من فترة الابتعاد عن الفوز بالألقاب. واستمر إحباط الجماهير حتى بعدما عمدت إدارة النادي إلى صرف الأموال لشراء اللاعب الألماني مسعود أوزيل في عام 2013 والتشيلياني ألكسيس سانشيز بعد عام، إذ فشل الفريق في المنافسة على لقب الدوري أو دوري الأبطال. وانتهت الموسم الماضي سلسلة مشاركة أرسنال في دوري أبطال أوروبا 20 عاما على التوالي. ويحتل أرسنال المركز السادس في الدوري هذا الموسم، متأخرا بفارق 14 نقطة عن غريمه توتنهام في المركز الرابع، وهو المركز الأخير المؤهل مباشرة إلى المسابقة الأوروبية الأولى. .