رسمت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، التي ألقاها في افتتاح القمة العربية أمس الأول في الظهران، خريطة طريق متكاملة لإيجاد حلول لقضايا الأمة العربية وعلى رأسها: القضية الفلسطينية التي وصفها الملك سلمان بقضيتنا الأولى، وستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على جميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وحظيت مبادرة الملك سلمان، باستبدال مسمى قمة الظهران بقمة القدس، بالترحيب الكبير، الذي عكس أيضا اهتمام المملكة بقضية القدس، التي تمثل أهمية كبرى لمشاعر الأمتين العربية والإسلامية.. الملك سلمان جدد في نفس الوقت التعبير عن الاستنكار والرفض لقرار الإدارة الأمريكية المتعلق بالقدس، وأكد أن القدسالشرقية جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية. لقد حظيت الأزمة اليمنية في قمة القدس بالاهتمام الكبير، إذ أكد خادم الحرمين ضرورة الالتزام بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وأمنه وسلامة أراضيه، وأيّد كل الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي للأزمة في اليمن، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقرارات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 2216. وخصص الملك سلمان في كلمته مساحة كبيرة ضد المحاولات الإيرانية العدائية الرامية إلى زعزعة الأمن، وبث النعرات الطائفية، لما يمثله ذلك من تهديد للأمن القومي العربي، وانتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي، خصوصا الإدانة الشديدة للأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران في المنطقة العربية، والرفض الكامل لتدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية للدول العربية. ودق الملك سلمان ناقوس الخطر عندما قال: «إن من أخطر ما يواجهه عالمنا اليوم هو تحدي الإرهاب الذي تحالف مع التطرف والطائفية لينتج صراعات داخلية اكتوت بنارها العديد من الدول العربية»، ولقد جاءت الإدانة الشديدة للدول العربية في إعلان الظهران إطلاق ميليشيات الحوثي الإرهابية صواريخ باليستية إيرانية الصنع تجاه المدن السعودية التي وصلت إلى 119 صاروخاً، 3 منها استهدفت مكةالمكرمة...«. لقد أرسل الملك سلمان رسالة للأمة العربية تركز على خطورة السلوك الإيراني في المنطقة وانتهاكه لمبادئ القانون الدولي ومجافاته للقيم والأخلاق وحسن الجوار، مطالبا بموقف أممي حاسم تجاه ذلك، وحمّل الميليشيات الحوثية الإرهابية التابعة لإيران كامل المسؤولية حيال نشوء واستمرار الأزمة اليمنية والمعاناة الإنسانية التي عصفت باليمن. وإيماناً بأهمية تعزيز الأمن القومي العربي باعتباره منظومة متكاملة لا تقبل التجزئة، اعتمد قادة الدول مبادرة الملك سلمان التي طرحها على القادة، التي تتمحور حول التعامل مع التحديات التي تواجهها الدول العربية بعنوان (تعزيز الأمن القومي العربي لمواجهة التحديات المشتركة)، وأهمية تطوير جامعة الدول العربية ومنظومتها. وفِي رسالة للأمة العربية قال الملك سلمان:»إن أمتنا العربية ستظل بإذن الله رغم أي ظروف عصية برجالها ونسائها طامحة بشبابها وشاباتها". لقد أرسلت القمة العربية 3 رسائل مهمة للمجتمع الدولي والأمة العربية وإيران تتمحور حول أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، ولا يمكن أن يكون هناك سلام عادل وشامل إلا بإنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وأن أمننا القومي الجماعي هو خط أحمر ولا يمكن السماح لأي دولة المساس به.. التوافق على مفهوم موحد للأمن القومي العربي أصبح ضرورة ماسة، وتجاهل تعزيز الأمن القومي سيُغري الآخرين بالتدخل في الشأن العربي والعبث بمقدراته. والرسالة الأخيرة تمحورت في إرسال رسالة أخيرة للنظام الإيراني في أن محاولات شق الصف أو إشاعة الفرقة بينهم لن تفلح في تحقيق أهداف نظام الملالي الخبيثة، الذي يسعى لتحقيق الخراب والدمار، وتفتيت الأمة العربية ونشر الفكر الطائفي الإرهابي.