ثلاثة لم ولن ينساهم أبناء المجوس أبد الآبدين: أولهم: هانئ بن مسعود الشيباني البكري بن وائل بن ربيعة. ثانيهم: سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه. ثالثهم: محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. فالأول كان قائداً لأول تحالف قبلي عربي ضد أطماع الفرس وتوسعاتهم في المناطق العربية شمال شرق شبه الجزيرة العربية قبل نحو 15 قرناً من الزمان، وهو صاحب أول انتصار عربي على المجوس، وكان ذلك في معركة ذي قار التي كان نتائجها إعادة تحجيم المجوس والعودة بهم إلى وضعهم وحجمهم الطبيعي والمستحق. والثاني هو أول قائد عربي مسلم يقتحم أرض المجوس، ومن ثم يخضعها بالكامل لدولة الإسلام تحت راية الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في معركة فتح الفتوح أو نهاوند كما يسميها البعض. وأما الثالث فهو قائد أول تحالف عربي وإسلامي ودولي ضد تطرف الدولة الصفوية في إيران الحديثة وعبثها بأمن واستقرار المنطقة، تحالف يهدف إلى كبح جماح الأطماع الإيرانية وتقليص نفوذها والحد من شرور مشروعها التوسعي التخريبي في المنطقة وفي العالمين العربي والإسلامي. يدرك أحفاد المجوس عمق الروابط وتشابه القواسم التي جعلت من انتصارات هؤلاء القادة أمراً حتمياً لا مفر منه، ولكنهم عن بعض ذلك مستكبرون ويدركون أيضا أن ما فعله العرب والمسلمون بهم إبّان أيام ذي قار ونهاوند ببعضٍ من خيلهم وقليل من أباعرهم هم اليوم أقوى وأقدر على فعل مثل ذلك وأشد وأنكى بهم وبأحلام عودة إمبراطوريتهم البائدة التي لم ولن تعود حتى يلج الجمل في سم الخياط، إن إعادة التموضع والتراجع والتبدل في بعض مواقف وسياسات دول المنطقة والعالم أجمع تحت تأثير ما يقوم به ابن سلمان من اجتماعات وجولات عمل مكوكية وجهد جبار لخلق تكتلات وتحالفات وتوجهات ورؤى جديدة لتغيير الواقع المشبوه الذي حاولت الإدارة الأمريكية السابقة ومعها بعض الحكومات الغربية المتواطئة أن تفرضه على المنطقة وعلى الأمتين العربية والإسلامية، لهو خير دليل على أن القائد محمد بن سلمان قادر على أن يستحضر التاريخ وعلى أن يعيد تلقين الدروس لأحفاد المجوس، وعلى أن يذيقهم مرارة أيام القادسية ونهاوند وذي قار من جديد، وعلى مختلف الأصعدة العسكرية منها والسياسية أو حتى الاقتصادية وعلى أن ما فعله الأسلاف بالمجوس من قبل، سيفعله بأحفادهم مجدداً في اليمن والعراق وسورية ولبنان، سيخرجهم منها بحول الله قريباً أذلةً صاغرين، «ألا إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب».