قدم عميد الكرة السعودية واحدة من أجمل مبارياته هذا الموسم، إن لم تكن أفضلها على الإطلاق، وفي ليلة ملكية فاخرة ضمن لقاءات دور الثمانية من كأس الملك في لقاء جمع الاتحاد بشقيقه الشباب في جوهرة الملاعب استاد الملك عبدالله بجدة، وسط حضور اتحادي هو الأكبر هذا الموسم بقرابة 58 ألف متفرج، وهو الرقم الأكبر في الحضور الجماهيري هذا الموسم وفي جميع المسابقات المحلية والقارية التي أقيمت في الملاعب السعودية. جمهور الاتحاد الذي ينافس نفسه في المواسم الأخيرة ها هو يكسر رقمه القياسي للمرة الثانية هذا الموسم، فبداية الأرقام القياسية كانت في لقاء الهلال بالدوري في جدة، وكسره جمهور النمور في لقاء الاتفاق بدور ال16 من كأس الملك، ليأتي الآن هذا الرقم الأكبر الذي لا أعتقد أن جماهير الأندية الأخرى ستصل إليه على أقل تقدير هذا الموسم. فبرغم كل الظروف التي يعيشها الاتحاد ونتائجه في المسابقات المختلفة التي لا تلبي تطلعات الجمهور وتحقق أمنياته إلا أن جمهور النادي لم يتخلف عن الموعد، وكانت المكافأة مجزية وكبيرة وثمينة قوامها ثلاثية في مرمى الليث، هذا فقط نتاج الشوط الأول الذي اكتفى اللاعبون بما سجلوه في هذا الشوط، فالثلاثية كانت كفيلة بالإبحار بالنمور لدور الأربعة، والطيران بالعميد لحفر الباطن لمقابلة فارسه السماوي نادي الباطن، الذي ضرب موعدا معه في دور الأربعة، فالباطن تأهل لأول مرة في تاريخه لهذا الدور من كأس الملك بعد فوز هام على النصر في الرياض، وهو الذي لن يكون سهلا بالطبع، فالباطن أيضا له طموح بالوصول للنهائي وهو حق مشروع. وفي ليلة التأهل الجميع كان في الموعد بقيادة المدرب الداهية وضالة العميد التدريبية سييرا، الذي أثبت أنه بالفعل قائد بما تعنيه الكلمة من خلال ما يقدمه مع الاتحاد وفق الإمكانيات القليلة المتاحة. أما اللاعبون فالكل كان حاضرا وقدموا مباراة ممتعة وأسعدوا جماهيرهم ومحبيهم. ورغم خروج الموسيقار فيلانويفا مبكرا متأثرا بشد وإصابة قديمة إلا أن النمور لم يتأثروا بخروجه وحققوا تأهلا هاما في المسابقة الأغلى. الجميع يمني النفس أن يواصل النمور تألقهم في كأس الملك والتأهل للنهائي وتحقيق اللقب الأغلى، وهو ليس ببعيد عن الكتيبة الاتحادية متى ما لعبت وقدمت ما لديها، وروح النمور لن تخسر بإذن الله.