بين ليلة وضحاها، وجد عدد من الفنانين التشكيليين جدارياتهم التي زينوا بها جدران بعض المواقع الرئيسية في الرياض، تلبية لدعوة أمانة العاصمة للتفاعل معها بشأن مشروع عكفت عليه لبث الحياة في الجدران الصامتة، وقد طمست بالكامل من قبل الأمانة بعد عدة أشهر من إتمامها، مبررةً ذلك بحرصها على المظهر العام للمدينة بعد أن تعرضت بعض أجزائها للتخريب -بحسب زعم الأمانة- مؤكدةً أن طمسها لكامل الصور هو تمهيد لإعادة رسمها مجدداً، متجاهلةً الجهد الكبير الذي بذله الفنانون في رسم تفاصيل اللوحات بحسب تعليق كثير منهم، سيما أن لديهم القدرة على معالجة الضرر. وقالت «نورة سعيدان» إحدى اللواتي شاركن في رسم الجداريات ل«عكاظ» أن أعمالهم التي كلفوا بإنجازها في عدد من الجدران المتاخمة لشارع التحلية تم محوها بعد شهرين فقط من إنجازها، مع العلم أن العمل عليه استمر أكثر من 40 ساعة عمل وفي ظروف مناخية شديدة البرودة، فيما قال الفنان «مازن الشمراني» عبر تغريدة له أنهم تلقوا وعوداً من الأمانة بالحفاظ على اللوحات لخمس سنوات قادمة إلا أن جهدهم طمس سريعاً. ولم يلق تبرير الأمانة قبولاً لدى المتعاطفين مع الفنانين، إذ أن مهمة إصلاح ما تم تشويهه من الجداريات أسهل من إعادة رسمها مجدداً، فضلاً على أن الأمانة مسؤولة عن حماية مشاريعها الفنية كمسؤوليتها في إنشائها.