مما يدعو للاستغراب والسخرية في الوقت ذاته تلك الدعوة المغرضة التي يطلقها البعض من حين لآخر منادين بتدويل الحرمين الشريفين، وهي دعوة مغرضة وخطيرة لا تخفى أسبابها وأهدافها على كل إنسان عاقل، وصاحب فكر متزن، وهي كما وصفها نائب وزير الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري، باب من أبواب الفتنة يجب التصدي له وإغلاقه. وهذه الدعوة المغرضة مكشوفة للمسلمين كافة، ويعرفون من يقف وراءها والأبواق الإعلامية المأجورة المدعومة من إيران وقطر والجماعات الإخوانية الإرهابية، في محاولة رخيصة للتشويش على جهود المملكة الكبيرة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما. وهذه الممارسات غير المسؤولة ليست وليدة اليوم، إذ سبق للخميني في منتصف الثمانينات الميلادية، أن وجّه أتباعه بإثارة الفوضى في أطهر بقاع الأرض مكة المكرّمة، غير أن الجهات الأمنية تصدّت لهذا المخطط الجبان في حينه، وحالت دون وصول آلاف الحجاج الإيرانيين المسلحين إلى الحرم المكي، في محاولة للإساءة إلى المملكة والتشكيك في قدرتها على خدمة الحرمين الشريفين. كما حاول الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، تكرار المطالب ذاتها بعد افتضاح مخطّطاته التآمرية ضدّ المملكة. ولاشك أن موقف علماء المسلمين في مختلف أنحاء العالم بتأكيدهم الرافض لدعوات تدويل إدارة الحرمين الشريفين وإثارة الفتن والنعرات الطائفية في العالم الإسلامي، كان أبلغ رد على المشككين في جهود المملكة وقدرتها على تنظيم أمور الحج، وتسخيرها إمكاناتها وقدراتها المالية والبشرية من أجل خدمة الحرمين الشريفين والتيسير على ضيوف الرحمن حجاجا وزوارا ومعتمرين. [email protected]