تجسد تاريخ المملكة على هامش سباق الأبطال للسيارات، من خلال حرص هيئة الرياضة على إبراز الموروث الثقافي والفني للمشاركين الذين جاءوا من عدة دول وأبهروا بما عاشوه من لحظات مع عادات السعوديين، حيث أخذت «الربابة» النصيب الأكبر من الاهتمام لما تمثله من تاريخ عريق، إذ عرفت «الربابة» عند العرب قديماً، وكانوا يغنون أشعارهم على صوتها ومعهم انتقلت إلى الأندلس ثم إلى أوروبا، وهي تصنع من جلد الخروف الذي يشد على مربع مستطيل من الخشب من ناحيتي الوجه والظهر، وتدخل في المستطيل عصا مستديرة، ويمد على الجلد شعر من ذيل الفرس (السبيب)، وهو الوتر، ويرفع عن الجلد بقطعة صغيرة من الخشب مثلثة الشكل تدعى «الديك»، وللحصول على الأنغام يجر على الربابة بوتر صنع من شعر الخيل، كما كان للعرضة السعودية حضور من خلال مشاركة المتسابقين فيها بعد ارتدائهم الزي السعودي. وعبر سائق سباقات التحمل في أمريكا الكولومبي خوان بابلو مونتويا، الفائز بنسخة العام الماضي من السباق، عن سعادته بزيارة المملكة، مبدياً إعجابه بما شاهد فيها من حضارة؛ سواء على مستوى المنشآت الرياضية أو النهضة العمرانية، مؤكداً سعيه للمحافظة على اللقب في ظل مشاركة عدد من أبطال العالم، مقدماً شكره للقائمين على الرياضة السعودية على الجهود المبذولة. وأشار سائق سباقات (الفورملا1) ديفيد كولتهارد أن زيارته إلى المملكة تعد الثانية بعد عام 1996، كاشفاً عن الفرق الكبير الذي شهدته البلاد ما بين التاريخين من تقدم وحضارة كبيرة، وقال: «أكثر ما لفت انتباهي في الشعب السعودي هو الكرم والطيبة الزائدة، فالناس هنا يستقبلوننا بكل حب وتقدير، وأنا ممتن كثيراً لمشاعرهم النبيلة». وكشف بطل سباقات (الفوروملا) البريطاني لاندو نوريس، الذي يعتبر أصغر سائق مشارك (18 عاماً)، عن توتّره قبل المشاركة في هذا السباق، خاصة أنه يضم العديد من أبطال العالم في مختلف السباقات، متطلعاً أن يحقق نتيجة مميزة ومستوى يعكسان حجم البطولة. وأشاد البرازيلي هيليو كاسترو نيفيز بالتنظيم الذي شهدته البطولة في يومها الأول، مقدماً احترامه الكامل للعادات السعودية التي تعكس مدى كرم الشعب. ووصف السائق الألماني رينيه راست مشاركته في السباق بالشيء الجميل، مؤكداً أنه سبق أن شارك مع الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل في بطولة بورش سوبر كاب وفازا بالسباق، وأضاف: «أتمتع بعلاقة مميزة مع الكثير من أصدقائي السعوديين، وأنا معجب كثيراً بالعادات والتقاليد هنا، وسعيد أن يحالفني الحظ هذا العام بالمشاركة في السعودية بعد أن شاركت معهم سابقاً». وكشف السائق الدنماركي الذي يدخل هذا السباق للمرة ال14 توم كريستنسن عن سعادته بالوصول إلى المملكة التي سمع عنها كثيراً، مبينا أن فوزه في سباق 24 ساعة في لومان بفرنسا 9 مرات، وسيرته الذاتية، ستكون حافزاً له لتقديم رقم مميز وأداء قوي. ولم يخف السائق السويدي كريس كريستوفرسون سماعه كثيراً عن الأكلات الشعبية السعودية، وما تتمتع به من مذاق رائع، مبدياً رغبته بتجربتها، وقال: «أنا من هواة التمتع واستكشاف عادات الشعوب، وهذه الزيارة سرتني كثيرا».