لم يكن أكثر المتفائلين النصراويين يتوقع أن تتجاوز إدارة النصر المكلفة التركة الثقيلة من الديون المتراكمة التي تركتها إدارة النادي السابقة وتحملتها الإدارة الحالية بقيادة سلمان المالك ومجلس إدارته المكلف من قبل الهيئة العامة للرياضة، إذ بلغت ديون النادي والتزاماته، بحسب آخر جمعية عمومية عقدت قبل نحو شهرين في عهد إدارة الأمير فيصل بن تركي، 205119462 ريالا، ولكن إدارة المالك وبدعم مباشر من المستشار في الديوان الملكي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، استطاعت تجاوز هذه الأزمة ببراعة كبيرة وفي وقت قصير جدا، مما أدخل البهجة في نفوس المشجعين النصراويين الذين أبدوا كامل استعدادهم لدعم هذه الإدارة، واتضح ذلك جليا من خلال حملة ادعم ناديك؛ إذ وصل عدد المشتركين إلى نحو 40 ألف مشترك حتى إعداد التقرير، بقفزة كبيرة خلال الأسبوعين الماضيين قياسا بالفترة التي سبقت تولي الإدارة الحالية رئاسة النصر، ويتوقع أن يصل الرقم إلى أكثر من 50 ألف مشترك خلال الفترة القادمة. منذ أول يوم تولت فيه إدارة سلمان المالك زمام الأمور في النادي العاصمي وهي تسابق الزمن وتعمل على مدى 24 ساعة على جميع الجهات والجبهات الداخلية والخارجية لتسديد الالتزامات العاجلة وتدعيم صفوف الفريق بما يحتاجه من عناصر، إذ أعلنت حتى الآن إنهاء صفقتي ظهير القادسية عبدالرحمن العبيد بعقد يمتد ل4 سنوات، والظهير العُماني سعد سهيل بعقد لمدة موسم ونصف الموسم، كما تسعى إدارة النادي الأصفر لإيجاد مخرج لعقود بعض اللاعبين الأجانب الحاليين الذين تنوي الاستغناء عنهم في المريكاتو الشتوي الحالي، أبرزهم حسام غالي وسعد لكرو وجيبور، إذ أدى عدم وضع شروط جزائية في عقودهم إلى صعوبة التخلص منهم، وما زالت المفاوضات مع جيبور لإنهاء عقده بالتراضي أو بيعه؛ إذ يمتد عقده ل3 أعوام وتقدر مستحقاته بمليونين و700 ألف دولار، بواقع 800 ألف دولار في الموسم الحالي، و900 ألف دولار للموسم القادم، ومليون دولار للموسم بعد القادم، كما يقدر عقد حسام غالي ب800 ألف دولار في الموسم الحالي، وسعد لكرو بمبلغ 150 ألف دولار في الموسم الحالي. خطة قصيرة المدى بعد إعلان أعضاء مجلس الإدارة الجديد الذي ضم بعض الأسماء المخضرمة التي لها تاريخها وخبراتها وأسماء شابة جديدة متحمسة للعمل، عقد اجتماعان يومي الأربعاء والخميس الماضيين، تم فيهما وضع النقاط على الحروف بعد مخاطبة الجهات ذات العلاقة لمعرفة حجم الديون العاجلة التي لابد من سدادها لتجاوز أي عقوبات محتملة وتسجيل اللاعبين الجدد، إذ تم الاتفاق على وضع خطة عاجلة قصيرة المدى لهذا الأمر، وتحتاج إدارة النصر لنحو 50 مليون ريال لتجاوز هذه الأزمة. شكاوى وديون ومرتبات متأخرة من المشكلات التي واجهت الإدارة الجديدة جملة من الشكاوى والقضايا الموجودة في لجنة الانضباط بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من عدد من اللاعبين والمدربين الأجانب ووكلاء اللاعبين، لعل أبرزها قضية اللاعب البرازيلي السابق هيرناني والبرازيليين الآخرين التون برانداو وباستوس وايفرتون والأورغوياني فابيان والمدرب الإيطالي كانافارو، كما ظهرت أنباء أخرى حول تقديم وكيل المدرب البرتغالي غوميز شكوى للمطالبة بمستحقات موكله الذي وقع عقدا مع النصر لتدريبه ولكنه لم يتم، إضافة إلى مرتبات اللاعبين المتأخرة التي سددت الإدارة منها راتبين للاعبين المحترفين السعوديين حتى نهاية شهر 8 / 2017 سمحت لهم بتسجيل اللاعبين الجدد، وكذلك سداد جزء من الرواتب المتأخرة للجهاز الفني واللاعبين الأجانب، كما بدأت الإدارة الصفراء بإجراءات صرف 50% من مجموع الرواتب المتأخرة للعاملين بالنادي. عقود قابلة للتجديد ولم تنته المشكلات الإدارية والمالية النصراوية عند هذا الحد، إذ تواجه إدارة النصر مأزقا حقيقيا مع اقتراب مجموعة من أبرز اللاعبين النصراويين من الدخول في الفترة الحرة التي تتيح لهم الانتقال لأي ناد يرغبونه دون الرجوع للنصر؛ إذ مددت إدارة النادي عقد اللاعب الدولي يحيى الشهري ل 6 أشهر أخرى لينتهي في ال10 من يناير 2019 بعد موافقتها على انتقاله بالإعارة لنادي ليغانيس الإسباني حتى نهاية الموسم، على أن يتم التفاهم معه في الصيف القادم على تجديد عقده الحالي. وما زالت الإدارة في طور المفاوضات مع المدافع الدولي عمر هوساوي لتجديد عقده، كما تسعى أيضا لتجديد عقد الدولي الآخر أحمد الفريدي بعد اقترابه من دخول الفترة الحرة. وتسعى إدارة المالك أيضا لتجديد عقد البرازيلي برونو اوفيني الذي ينتهي عقده بنهاية الموسم الحالي، إضافة إلى الحارس حسين شيعان الذي دخل فترة الأشهر ال6 أخيرا. وتسابق إدارة المالك الزمن لتسديد بعض المتأخرات من عقود اللاعبين المحليين، أبرزها مبلغ 15 مليون ريال لمحمد السهلاوي، و12 مليون ريال لأحمد الفريدي و9 ملايين ريال ليحيى الشهري، إضافة إلى بعض الاستحقاقات المتأخرة لبعض اللاعبين الآخرين. مكافآت مجزية للبطولتين وعلى الرغم من كل هذه المشكلات المالية إلا أن إدارة المالك أعلنت رصد مكافآت مالية مجزية للاعبي فريقها في حال حققوا بطولتي الدوري وكأس خادم الحرمين الشريفين أو إحداهما، إذ أعلنت إدارة النادي رصد 400 ألف ريال لكل لاعب من لاعبي الفريق الأول في حال تحقيق بطولة الدوري، والمبلغ نفسه في حال تحقيق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، ومليون ريال في حال الجمع بين البطولتين. خطة نهاية الموسم وتشير المصادر الخاصة ب«عكاظ» إلى وضع إدارة المالك خطة بعيدة المدى عقب نهاية الموسم لتسديد الديون المتراكمة بالتعاون مع هيئة الرياضة؛ إذ ستتم جدولة بعض الديون الخارجية لتسديدها من مداخيل النادي وتبرعات أعضاء هيئة أعضاء الشرف، إضافة إلى ما ستضخه الإدارة نفسها في خزينة النادي. كما ينتظر الرياضيون عموما والنصراويون خصوصا ما ستؤول إليه قرارات الهيئة العامة للرياضة بخصوص إلزام الإدارات السابقة بسداد مديونياتها، خصوصا بعد تغريدة المستشار تركي آل الشيخ التي قال فيها: «يوجد مادة واضحة في نظام الأندية بالنسبة للديون تؤكد على مسؤولية مجلس الإدارة مسؤولية تضامنية عن الديون وإلزامه بسدادها».