من المهم الأخذ بعين الاعتبار، أن هذا الحوار جرى قبل يومين من العملية التركية على مدينة عفرين، إلا أنه جرى وسط توقعات ببدء عملية غصن الزيتون التركية، وقد بدا الدكتور عثمان شيخ عيسى، الرئيس التنفيذي «المشترك» لمقاطعة عفرين ممتعضا من السلوك الروسي وموقفه من عمليات القصف التركي لعناصر (ypg)، بينما تنتشر نقاط مراقبة روسية على أراضي عفرين. بل إن الدكتور عثمان، اعتبر القصف التركي على مواقع (ypg)، استهانة بالوجود الروسي، لافتا إلى أن روسيا وأمريكا كانتا تنظران بإيجابية إلى مشروعنا السياسي. تحدث الدكتور عثمان، عن مشاريع اقتصادية قادمة للمدينة، إلا أنه على ما يبدو ستذهب هذه المشاريع أدراج الريح في ظل العمليات العسكرية في المدينة.. فإلى التفاصيل: • ماذا حققت الإدارة الذاتية في عفرين خلال العام الماضي؟ •• نحن حققنا مكاسب سياسية ودبلوماسية على الصعيد الدولي والإقليمي، خصوصا بعد تحرير مدينة الرقة،عاصفة الجزيرة المعروفة ب «حملة تحرير مدينة دير الزور». وفعليا تم تحقيق إنجازات في محاربة داعش، ويعتبر العام 2017 الأكثر إنجازا لنا في محاربة داعش والذي يعتبر دوليا أقوى تنظيم في العالم وهذا ليس بالشيء السهل، وعلى المستوى السياسي هناك دول كبيرة تتعامل مع المقاطعة ومع حزب الاتحاد الديموقراطي، وهذا مكسب مهم جدا، أما على المستوى الاقتصادي، فالمقاطعة في حالة من النمو والتطور على المستوى الصناعي والعمراني، وهذا مستمر ونتجه للمزيد من المشاريع. • هل هنالك خطط اقتصادية، سياسية في هذا العام؟ •• في العام 2017 استطعنا تغذية 45 قرية بالمياه وفق إمكانات وأدوات بسيطة ويعتبرهذا بحد ذاته إنجازا، وفيما يتعلق بموضوع الزراعة وضعنا خطة لعام 2107 وشجعنا الزراعة والمزارع من خلال توفير المواد،خصوصا زراعة القمح الذي يعتبر أساسيا في شتى الأماكن والمجالات ووضع تدابير احتياطية لأوقات الحرب والانقطاع، إلا أنه حتى الآن لم نضع خطة العام 2018. • هل لديكم فائض من الإنتاج الزراعي كالقمح مثلا ؟ •• بإمكاننا أخذ الاحتياطات لسنوات عديدة، ولكننا نعاني من مشكلات كثيرة، منها المستودعات والتأمين وتمت الموافقة منذ العام الماضي على مشروع إنشاء مستودع للقمح بما يعادل 200 مليون ليرة سوري لتخزين مادة القمح، إلا أن هنالك العديد من الصعوبات والمشكلات التي تعترضنا. • كم كانت أعلى نسبة دعم وصلت إليكم؟ •• ليس لدي إحصاء دقيق لنسبة إجمالي الدعم ولا يمكننا أن ننسى أننا في حالة حرب وثورة اقتصادية ولايمكن إلا أن تمر بالعديد من الصعوبات ولاتستطيع تحقيق كل ماتطمح إليه. لكننا مصرون على المضي في مشروعنا السياسي. • هل لديكم إحصائية لعدد سكان مقاطعة عفرين؟ •• عدد السكان حسب الإحصائية التي شاركت في انتخاب المجلس الفيدرالي في العملية الأولى والثانية تقريبا 450 ألف وتعتبر نسبة كثافة كبيرة، إلا أن هذه الإحصائية منذ ثلاثة أشهر تقريبا (أكتوبر 2017)، ليست دقيقة 100% ويمكن أن تكون أكثر وليس أقل ويعود ذلك بسبب عدم دخول اللجنة إلى جميع المنازل وأخذ الإحصائية. ويمكننا القول أن الإحصائية تتراوح مابين 450 ألف - 600 ألف وهذا العدد لايشمل المهجرين، إنما المتواجدين فقط. • ما موقف روسيا وأمريكا مما يجري في عفرين ومن النظام الفيدرالي في عموم «روج آفا»؟ •• موقف الروس والأمريكان ليس بالموقف السلبي بخصوص هذا المشروع ونأخذ المجتمع كأساس وقدوة للمشروع، المشروع بحد ذاته هو مشروع جميع المكونات ويقوده سوية بالتكافؤ والتكامل ولا يوجد هنا ما يسمى أكثرية أوأقلية.. في سورية والمنطقة عموما معتادون دائما على المصطلحات السياسية «الأقلية» و«الأكثرية»، ونحن نقول لمن يعتقد بهذه المعادلة «لماذا نقوم بتدمير شعب نفسيا وجعله يرى نفسه ناقصا وضعيفا وليس له كغيره الأكثرية».. هذا التفكير ضد سياستنا. • هل الروس كانوا يتقبلون فكرة الإدارة الذاتية والفيدرالية؟ •• الروس متقبلون الأمر ودائما يتكلمون هم والأمريكيون، أن المناطق التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديموقراطي هي المناطق الرابحة في سورية، وبالفعل استطعنا الحفاظ على مناطقنا وإدارتها وحمايتها من أي فوضى سياسية عسكرية واقتصادية وإدارية وإلى ماشابه ذلك. • نريد منك توصيف الموقف الروسي مما يجري في عفرين؟ •• الموقف الروسي سلبي للغاية، فعفرين تتعرض منذ فترة لتصعيد تركي، وهنالك اتفاق تم عقده بيننا بدخول القوات الروسية إلى مقاطعة عفرين بهدف مراقبة الطرف الذي يقوم بخرق الاتفاقات، ولم نر أية ردة فعل روسية على القصف التركي، سياسيا أو إعلاميا.. بل انسحبت أيضا من المدينة وأقول إن الضربات التركية هي موجهة بالدرجة الأولى للنفوذ الروسي قبل أن تكون لنا.. وفي النهاية لا نعول على أي طرف خارجي.