منذ عام 2002، ومنذ قدوم حزب العدالة والتنمية للحكم، تغيرت أولوية السياسة التركية من لعب همزة الوصل بين الشرق والغرب إلى سياسة اللاعب الرئيس في المنطقة، ولكنها فوجئت بعدة عوامل لم تكن في حسبانها، كان أولها التحرك الكردي والتلويح بورقة الاستقلال، من قبل حزب العمال الكردستاني، الذي لم يعلن المواجهة الصريحة ولم يتوار عن الأنظار، كما فوجئت بثورة الجيش المصري الذي قوض مشروع الإخوان الذي يخدم مصالح الحزب الحاكم في تركيا. تشير التقارير التركية إلى أن السياسة الخارجية في 2018 ستعمد إلى عدة محاور، أولها وأهمها بالنسبة لنا في السياسة الخارجية، قضية القدس وتدويلها مما يجعل تركيا في قلب المشهد السياسي والإعلامي، ويمنحها الشعبية الداخلية والإسلامية، بغض النظر عن النتائج من التدويل، فالهدف هو تحقيق مكاسب دولية ومحلية، وحيث إن الاستفتاء في تركيا سيتم في 2019، وحيث تشير التحليلات إلى أن الأحزاب متضامنة مع المعارض قولن، فإن حزب العدالة يراهن على تقويض جهود المعارضة من خلال قضية القدس، وفي السياق نفسه تأتي زيارة الرئيس التركي أردوغان لفرنسا، الجدير بالذكر أن أردوغان اتصل بالبابا من أجل قضية القدس، وهو الاتصال الذي لقي ترحيبا أوروبيا، وفي زيارته أعلن أردوغان أنه مل من انتظار ملف انضمام تركيا لأوروبا، في محاولة للضغط على أوروبا لتسريع هذا الملف لتحقيق مكاسب دولية وداخلية، قبل الاستفتاء، وفي السياق ذاته وصف أردوغان الأوروبيين بأصدقاء الماضي، في محاولة لإيجاد أرض تاريخية للتعاون المستقبلي، ولذلك فإن تركيا تهرول نحو أوروبا رغم أن زعيمها يتظاهر بأنه لا يهتم. وفي الشأن الشرق أوسطي وبعد انشغال إيران بالداخل، يبدو أن تركيا ترى تصاعد دورها في الشرق، ولعل العائق الوحيد هو الدول التي ما زالت قوية في المنطقة، الغريب في الأمر أن الهاشتاقات العربية والخليجية فيها نسبة مشاركة من تركيا، تصل إلى 13% من التغريدات، وهي نسبة كبيرة بالنسبة لشعب لا يتحدث العربية، ما يطرح أكثر من علامة استفهام، ويدعونا للتنبؤ بحملات أكثر قوة قادمة من تركيا! أقول ربما وما هي إلا محاولة للتحليل ومحاولة للفهم! A_ALTHABTY@