لا يتوقف إعلام تنظيم الحمدين وخلايا عزمي عن الإساءة بالباطل لدول مكافحة الإرهاب (السعودية، الإمارات، مصر والبحرين)، وفي لبنان العلاقات القديمة بين قطر وتلفزيون الجديد معروفة. أطلق هذا التلفزيون تقارير كوميدية ومفبركة، عنوانها «بحصة ليكس» عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بهدف التشويش على العلاقات التاريخية بين السعودية وحلفائها في لبنان، وأهداف ذلك - في هذا التوقيت - لا تخفى على أحد، واحتفاء وسائل الإعلام الموالية لإيرانوقطر بهذه التقارير كشف كل شيء. ولهذا التلفزيون الرخيص تاريخ طويل من الإساءة للمملكة العربية السعودية، مما دفع السعوديين من ملاكها للانسحاب منه وإصدار بيانات يتبرأون فيها من نهج هذا التلفزيون الفاسد. قبل سنوات أطلق هذا التلفزيون سلسلة تقارير بعنوان «حقيقة ليكس»، وكان هدفه التشويش على المحكمة الدولية وخدمة حزب الله وإيران وبشار الأسد، ومن فعل ذلك بالأمس، لا يستغرب منه أي شيء اليوم، خصوصا مع تبنيه ونقله بشكل دائم لأخبار تسيء للمملكة وقادتها، وآخرها الهجوم على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والتشكيك في رؤاه ومشاريعه بأسلوب رخيص يوحي للمتلقي بأن سمو ولي العهد معزول عن العالم بما في ذلك أجهزة الدولة، ويوحي أيضا بمصداقية حديث إيرانوقطر وخصوم المملكة عن شخصه الكريم. وعودة إلى تقارير بحصة ليكس التي تعبر عن هذا السياق تماما، ادعى تلفزيون الجديد أنه حصل على برقية أو برقيات سرية وصلت إلى الوزير عادل الجبير من سفراء ومسؤولين عرب، وادعى أيضا أنه حصل على برقية أو برقيات سرية أرسلها الجبير إلى ولي العهد، والملاحظ أنه خلال بث التقارير لم يعرض تلفزيون الجديد أي برقية من تلك البرقيات، والملاحظ كذلك أن تلك البرقيات المزعومة كانت مضطربة من حيث التسلسل التاريخي، لذلك نتحدى تلفزيون الجديد على إبراز أي وثيقة رفعها الوزير الجبير إلى ولي العهد أو وصلت إلى الجبير من مسؤول عربي. يقول تلفزيون الجديد إن التحالف السعودي - الإماراتي أدى إلى استقالة و«احتجاز» الرئيس سعد الحريري، وإن الرئيس الحريري لم يكن على علاقة طيبة بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، ومع ذلك قام محمد بن زايد بلعب دور في «تحرير» الحريري، وقد استنتج الجبير هذه الخلاصة بناء على تقرير رفعه السفير الأردني في لبنان قبل الاستقالة ب4 أيام، أي أن السفير الأردني قال في تقرير قبل الاستقالة الحريرية بأن الإمارات «حررت» الحريري بعد استقالته رغم اختلافها معه، وهذه جملة طريفة تدل أن الوزير الجبير أو السفير الأردني لديه القدرة على علم الغيب، فضلا عن دلالاتها السلبية على الإمارات. من الأساس، من يخاطب وزير الخارجية السعودي هم سفراؤه أو نظراؤه من وزراء الخارجية أو السفراء المعتمدون في بلاده، ولا يمكن أن يقوم سفير عربي أو غير عربي، في دولة غير المملكة، بمخاطبة الوزير الجبير، وهذا عرف دولي يعرفه كل من لديه أبجديات العمل السياسي والدبلوماسي، وعلى فرض أن السفراء العرب رفعوا تقارير إلى مرجعياتهم في بلادهم، فلا يمكن أن تقوم تلك المرجعيات، حتى في جمهوريات الموز، بإحالة هذه التقارير إلى وزراء في دول أخرى، إلا في حال قصد تلفزيون الجديد اتهام تلك المرجعيات بالعمالة، وحتى هذا القصد لا يستقيم منطقيا. ومن طرائف هذه التقارير، الزعم بأن كاتب هذه السطور شكل مع الرئيس فؤاد السنيورة والنائب عقاب صقر والإعلامي نديم قطيش «غرفة عمليات» لمنع عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان بعد استقالته، مستندين بذلك على مزحة نشرتها مرتين في مواقع التواصل الاجتماعي تعليقا على صور جمعتني بالنائب صقر والإعلامي قطيش، ومن تعاطى مع هذه المزحة بجدية هم «حزب الله» وتلفزيون الجديد وشخصية معروفة حرضت الجديد على تقارير «بحصة ليكس» ضد المملكة. إن «بحصة ليكس» وغيرها من التقارير الملفقة والأخبار المسيئة التي يبثها تلفزيون الجديد عن المملكة العربية السعودية أهدافها واضحة، وعلى رأسها الانحياز إلى قطر في أزمتها مع الدول المكافحة للإرهاب، وبالتالي الانحياز إلى إيران وميليشيات «حزب الله»، وهذا هو النهج المعتاد من هذا التلفزيون، وربما أرادوا أيضا توجيه سهام الابتزاز إلى المملكة العربية السعودية في ظل ادعاء ملاكها رغبتهم في التقارب مع المملكة، كما أشرت في مقالة سابقة بهذه الصحيفة، لكنهم لا يعلمون أن زمن الابتزاز قد ولى في دول الخليج كلها، وأن محاولات الاحتيال والمراوغة والمناورة لن تجد إلا الحزم والعزم والحوائط المسدودة، والأيام بيننا.