قضيت مدة من عمري في بلد أوروبي، وقبل المغادرة راجعت البنك الذي كان فيه حسابي، استقبلتني شقراء حسناء على صدرها شعار لدينها الذي تنتمي إليه، طلبت تحويل ما في حسابي عندهم إلى حسابي في بنك سعودي، وإغلاق حسابي لديهم. قدمت هويتي ووقعت نموذج الطلب، حولت الحسناء نقودي وأغلقت الحساب في 3 دقائق، لم يكن لشعار دينها الذي على صدرها ما يحفز أو يمنع من إنجاز حقي كعميل للبنك، ولم يماطل البنك في تنفيذ ما طلبت، ولم يدع أن تلك الخدمة نابعة مما يعتقده صاحب البنك أو ما تؤمن به تلك الحسناء ورفاقها في البنك من ديانة، توفي والدي رحمه الله وله حساب في بنك يدعي بأنه أكبر بنك إسلامي، ورائد المصرفية الإسلامية، وكلني الورثة نيابة عنهم، للتصرف في ما تركه مورثنا رحمه الله، ومنها سحب ما في حسابه في البنك الإسلامي، وإغلاق الحساب. تذكرت وأنا ذاهب لفرع البنك في مدينتي تلك الشقراء الحسناء وتعاملها وكنت أتوقع أن أجد حرفيتها ومهنيتها في تنفيذ طلبي، لكن الغريب أن البنك يرفض ل4 أشهر تنفيذ الطلب، رغم توفير جميع الطلبات والمستندات والمراجعة المستمرة، والشكوى لمؤسسة النقد. هل ذلك يعلم البنك والهيئة الشرعية فيه ما يترتب على هذه المماطلة دون وجه حق، ولا مستند نظاميا من الآثار الشرعية على الميت وورثته ؟ ماذا يكون جوابهم، لو كان على الوالد رحمه الله دين لا يمكن سداده إلا من رصيده في ذلك البنك؟ هل يبقى طيلة هذه المدة أسيرا في قبره بسبب ما يدعيه من مصرفية إسلامية مشوهة؟ أم أن هذا ليس من أحكام المصرفية الإسلامية ؟، ماذا لو كان الورثة في حاجة لمال مورثهم لسداد دين أو علاج مريض، أو تأليف قلوب، أو القيام بعمل خيري عن والدهم؟ من يحاسبه على هذا التعامل مع حقوق الميت وورثته؟ ومن يحاسبه على تشويه أحكام الشريعة في الحقوق المالية ؟ الدعاية سهلة باسم الدين، لكن عند إعطاء الناس حقوقهم يا ليت لنا في كل فرع من ذلك البنك شقراء.