أكد الباحث في الشأن الإيراني حسن راضي ل«عكاظ»، أن إيران تمر اليوم بظروف تشبه إلى حد كبير ما كانت عليه قبل الثورة عام 1979، وتتجه إلى حالة من التفكك، إذ يتسع غضب مواطنيها بشكل متسارع اعتراضاً على سياسات نظام طهران على كل الأصعدة، لافتاً إلى أن الاحتجاجات والشعارات المناهضة للنظام والمطالبة بالحقوق القومية للشعوب غير الفارسية، أضحت لا تفارق الشوارع والميادين وحتى ملاعب كرة القدم. وقال: «النظام الإيراني، ومعه القوى الفارسية المعارضة له، يعبرون اليوم عن قلقهم الشديد من توجه البلاد نحو هاوية التفكك المحتوم، ويتوقع انهيار النظام الإيراني، نتيجة لتصاعد وتيرة المطالبة بالحقوق القومية من جهة، والقمع والحرمان الممنهج الذي تمارسه طهران بحق الشعوب غير الفارسية من جهة ثانية». وتابع قائلاً: منذ احتلال إيران مناطق الشعوب غير الفارسية، تبنت طهران ركائز أساسية للحفاظ على أمنها القومي وخريطتها الجغرافية، أهمها: طمس هوية الشعوب غير الفارسية، إذ حاول رضا شاه البهلوي ومن بعده ابنه محمد رضا، فرض نظام «الحداثة» في إيران من خلال تبني العلمانية نهجاً سياسياً للنظام، وتوحيد اللباس واللغة والثقافة نهجاً عاماً لمجتمع غير متجانس، ولم يتمكن النظام البهلوي السابق من توحيد وتحديث المجتمع نتيجة مقاومة الشعوب غير الفارسية لتلك السياسة، وسقطت هذه الركيزة بالكامل عندما سيطر نظام الخميني على السلطة عام 1979، كما اهتمت إيران منذ فترة طويلة بالتشيع كمدافعة وحاضنة له في المنطقة، واعتبرته إحدى أهم ركائزها ومقوماتها للسيطرة على الشعوب غير الفارسية، من خلال تذويب مذاهبها في المذهب الشيعي. وأضاف: يعد اعتراف وزير التعليم الإيراني حميد رضا حاجي بابائي، في فترة رئاسة أحمدي نجاد، بأن 70% من الطلاب في إيران يتحدثون لغتين، ولا تعد الفارسية لغتهم الأولى، دليلاً واضحاً على فشل السلطات الإيرانية في جعل إيران فارسية.