يبتعد عن الأضواء ويحرص على الإنجاز وحرق المراحل، هذه منطلقات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الإدارة الإستراتيجية.. لم يسعَ يوما لنيل الإطراء، بل بالعكس يحرص على الاستماع لانتقادات الطرف الآخر بكل عناية دون تجاهل لأي رأي.. ذو شخصية قوية وكاريزما عالمية.. ولديه قدرة عالية للاستشعار.. سلس في التعامل، متى ما أقنعته بأهمية أي مشروع وطني يوافق عليه، وهذا يعني أنك حظيت بثقته. وخلال فترة قصيرة ساهم الأمير محمد بن سلمان في تغيير قواعد اللعبة من خلال تبنيه لرؤية المملكة 2030، ولعب دورا إستراتيجيا في المحيطين العربي والإسلامي وكذلك العالمي. وعندما اختارته وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية ضمن «قائمة الخمسين» الخاصة بأكثر 50 شخصية في مجال الاقتصاد والسياسة والثقافة والتكنولوجيا، ممن تَرَكُوا أثراً على مسار التجارة العالمية خلال عام 2017 فإن هذا الاختيار كان في محله، وهو لم يسعَ إليه على الإطلاق.. بل ما حققه على الأرض هو الذي أهله لذلك قولا وفعلا.. الاختيار جاء نتيجة خطة رؤية 2030 في إعادة تشكيل اقتصاد المملكة، فضلا عن فكرة طرح شركة أرامكو للاكتتاب العالمي في عام 2018، والتي كان لها أثر واضح على الاقتصاد العالمي. إنه الأمير الطموح متحدي الصعاب وعراب مرحلة التغيير التي تمر بها السعودية سياسياً واقتصادياً وثقافيا. تسلم الأمير الشاب مهمات وملفات صعبة جداً من حيث النزاعات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، إلا أنه استطاع أن يتعامل مع تلك الملفات المزعجة القابعة في دول الجوار باقتدار، وتمكن من بناء علاقات قوية ومتينة مع القادة الأجانب في الفترة السابقة بمن فيهم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خصوصا أنه يعمل بجد منذ فترة طويلة على خطة إصلاح شاملة في البلاد، وبناء اقتصاد متنوع، والحد من الاعتماد الكلي على النفط ومشتقاته. الأمير محمد بن سلمان هو «عراب مرحلة التغيير التي تمر بها السعودية»، من خلال رؤيته طويلة الأمد لخلق بيئة صحية في مجال السياسة والاقتصاد والاستثمار، وجعل المملكة بلدا ذا مكانة اقتصادية بعيداً عن المجال النفطي. كما لجم إيران واستطاع في فترة وجيزة بناء سياسة خارجية قوية للمملكة العربية السعودية، وأصبح واجهة السعودية الحديثة. ويأمل ولي العهد في تحويل بوصلة الاقتصاد العالمي نحو بلاده من خلال رؤيته الطموحة 2030.