أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ماليزيا محمود قطان ومستشار وزير الشؤون الإسلامية الشيخ عبدالله الغميحان، أن المملكة وماليزيا تعملان سوياً على إبراز الصورة الحقيقية للإسلام بعيداً عن الصورة المغلوطة. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدولي لدول آسيان الأول أمس (السبت) في العاصمة الماليزية «كوالالمبور»، بحضور السفير محمود قطان، والشيخ عبدالله الغميحان، ومستشار رئيس مجلس الوزراء الماليزي وقاضي محكمة الإرهاب الدكتور داتو فتح الباري، وعميد كلية الجامعة الإسلامية بماليزيا إسماعيل بيترا بولاية كلنتان جوهري بن مات. وأكد السفير القطان أن المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز قامت على الوسطية في المنهج الإسلامي، وتسعى دائماً لترسيخ هذا المبدأ من خلال التعاون مع الدول الإسلامية التي تتبع نفس المنهج فكان اختيار مملكة ماليزيا لعقد هذا المؤتمر لما لها من خبرة طويلة في الدعوة إلى الوسطية في الإسلام، مبيناً أن السعودية وماليزيا تلتقيان في نفس المنهج، وتعملان سوياً على إبراز الصورة الحقيقية للإسلام بعيداً عن الصورة المغلوطة التي بدأت بعض أجهزة الإعلام الخارجية تعمل على تشويه الإسلام من خلال بعض الأفكار المغلوطة لدى بعض أهل الإسلام نفسه. من جانبه، أوضح الغميحان أن من أبرز أهداف المؤتمر بيان حقيقة الدين الإسلامي وسماحته ووسطيته في العقيدة والشريعة والأحكام والمعاملات، وإبراز خيرية هذه الأمة وعدل الإسلام ووسطيته، وتوضيح الانحراف الكبير في الأفكار والمناهج والتيارات المتطرفة الغالية والتكفيرية وذلك لحماية المجتمعات الإسلامية في دول آسيان من أخطارها، ورد التهم والشبهات التي توجه للإسلام برميه بالعنف والتطرف في وسائل الإعلام وغيرها، والإسهام في جمع كلمة أهل السنة والجماعة في دول آسيان وتوحيد صفهم، وحمايتهم من المذاهب الضالة المنحرفة الهادفة لتمزيق كلمتهم ونشر الطائفية والشقاق بينهم. وأضاف أن المؤتمر سيناقش على مدار ثلاثة أيام ستة محاور هي: (الوسطية في الإسلام أصالة المنهج وضرورة التطبيق)، (التحديات التي تواجه الوسطية)، (الطائفية والغلو وآثارهما في تمزيق وحدة المسلمين)، (جهود أئمة الإسلام في تحقيق الوسطية)، (نماذج معاصرة في تحقيق الوسطية)، و(جهود الدول والمنظمات الإسلامية في تحقيق الوسطية وتعزيز التضامن الإسلامي). من جانبه، ثمن عميد كلية الجامعة الإسلامية بماليزيا، جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في خدمة الإسلام والمسلمين في مختلف دول العالم، والنهوض بالعمل الإسلامي والدفاع عن قضايا المسلمين والسعي لإيضاح الصورة الحقيقية للإسلام ونبذ التطرف والإرهاب والغلو، منوها بالقرارات المتواصلة التي اتخذها منذ توليه مقاليد الحكم في المملكة، والتي لاقت التقدير والاحترام من كل المسلمين في العالم، منوهاً بعمق العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين الشقيقين. وحول إقامة هذا المؤتمر بناء على زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى ماليزيا التي تمت خلال العام الماضي، قال السفير القطان: زيارة خادم الحرمين الشريفين فتحت آفاقاً جديدة للتعاون بين البلدين، ليس فقط في الأطر المدنية المتعارف عليها، ولكن أيضاً في مجال خدمة الإسلام، ونحن في السعودية وماليزيا نتشارك في الرؤية الوسطية للإسلام والاعتدال، ولذلك هناك تعاون بين البلدين لتحقيق عدة أهداف مشتركة لخدمة الأمة الإسلامية، كما نهدف لإيضاح الصورة الحقيقية للإسلام من خلال تطبيق منهج الوسطية والاعتدال، وإرسال رسالة واضحة إلى كل دول العالم، أن الإسلام يحارب الإرهاب، ولا صلة بينه والإرهاب والأفكار المتطرفة. وحول مشاركة دول غير دول الآسيان في المؤتمر، وهل سيقام بشكل دوري في جميع دول العالم، أوضح مستشار رئيس مجلس الوزراء الماليزي قاضي محكمة الإرهاب أن المشاركة من دول آسيان وغيرها، وهناك مشاركة من السعودية، وهذا يمثل بداية لعقد سلسلة من المؤتمرات، سنعمل على إقامتها في عدد من الدول الأخرى.